وسيأتي مختصرًا بذكر فرار المسلمين يوم حنين في أول الغزوة ثم عودتهم ونزول النصر برقم (٤٤١٦) من طريق الحسن البصري عن أنس. وقد روى أبو قتادة قصة قتله الرجلَ وفوات سَلَبه عليه، ثم أخذه بعد ذلك بالبينة مطولًا عند أحمد (٣٧/ ٢٢٦٠٧)، والبخاري (٣١٤٢)، ومسلم (١٧٥١)، وأبي داود (٢٧١٧)، والترمذي (١٥٦٢)، وابن حبان (٤٨٠٥)، لكن وقع فيه أنَّ الذي اعترض على الرجل في قوله: يا رسول الله، أنا أخذتها فأرضِه منها، إنما هو أبو بكر الصدِّيق لا عمر بن الخطاب. قال الحافظ في "الفتح" ١٢/ ٥٧٠: هو الراجح، لأنَّ أبا قتادة هو صاحب القصة، فهو أتقنُ لما وقع له فيها من غيره. ويحتمل الجمعُ بأن يكون عمر أيضًا قال ذلك تقوية لقول أبي بكر، والله أعلم. والسَّلَب: ما يأخذه أحدُ القَرْنَين - يعني النظيرَين - من قَرْنه ممّا يكون معه من سلاح وثياب ودابة وغيرها. (١) إسناده ضعيف، زهير بن محمد - وهو التميمي - رواية أهل الشام عنه غير مستقيمة، لأنَّه كان يحدث هناك من حفظه فيكثر غلطه، والوليد بن مسلم دمشقي، ولم يرو هذا الحديث عنه غيره، وقد اختُلِف عليه في هذا الحديث فروي عنه مرفوعًا موصولًا، كما في رواية المصنف، وروي عنه من قول عمرو بن شعيب مقطوعًا، وهذا يدلُّ على اضطراب زهير فيه. وأخرجه أبو داود (٢٧١٥) من طريق موسى بن أيوب، عن الوليد بن مسلم بهذا الإسناد. وأخرجه أبو داود بإثر (٢٧١٥) عن الوليد بن عُتبة وعبد الوهاب بن نجْدة، عن الوليد بن مسلم، عن زهير بن محمد، عن عمرو بن شعيب، لم يتجاوزه. وانظر ما تقدم برقم (٢٦١٦).