وقال البخاري فيما نقله عنه الترمذي في "العلل" (٤٧٠): روى أكثر الناس هذا الحديث عن ابن سيرين عن عُبيدة، مرسلًا. وقال الدارقطني في "العلل" (٤١٨): المرسل أشبه بالصواب. وأخرجه الترمذي (١٥٦٧)، والنسائي (٨٦٠٨)، وابن حبان (٤٧٩٥) من طريق سفيان الثَّوري، عن هشام بن حسان، عن محمد بن سيرين، به. وقال الترمذي: حسن غريب. قلنا: وجاء في رواية سفيان الثَّوري أنَّ جبريل هو من أمر النبي ﷺ بتخيير أصحابه، لا أنَّ النبي ﷺ قاله من عند نفسه برأي رآه. ورواية جرير بن حازم عند الطبري تبين أنَّ مجيء جبريل إنما كان بعد أن تم اختيار الفداء، إذ يقول في روايته: جاء جبريل إلى النبي ﷺ فقال له: يا محمد، إِنَّ الله كره ما صنع قومُك في أخذهم الأُسارى، وقد أمرك أن تُخيِّرهم بين أمرين … فظهر بذلك أنَّ نزول جبريل كان بعد أن أُخذ الفداء من الأَسرى، وبعد مُعاتبة الله تعالى للنبي ﷺ وأصحابه في اختيارهم الفداءَ على قتل الأسرى، وبذلك يزول الإشكال الذي أشار إليه بعض شُرَّاح "المصابيح" كما في "المرقاة" للقاري، والله أعلم. (١) حديث حسن، وقد تقدَّم برقم (٢٦٠٥) من طريق سفيان بن حبيب عن شعبة.