للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

بسبب أبيك، فقال رسول الله لزيد بن حارثة: "ألا تنطلقُ تَجيئُني بزينبَ؟ " قال: بلى يا رسول الله، قال: "فخُذْ خاتمي" فأعطاهُ إياهُ، فانطلق زيد وترك بعيرَه، فلم يزَلْ يَتلطّف حتى لقيَ راعيًا، فقال: لمن تَرعَى؟ فقال: لأبي العاص، قال: فلِمن هذه الأغنامُ؟ قال: لزينب بنت محمد، فسارَ معه شيئًا، ثم قال له: هل لك أن أُعطيَك شيئًا تُعطِيه إياها ولا تَذكرُه لأحدٍ؟ قال: نعم، فأعطاهُ الخاتم، فانطلق الراعي فأدخل غنمَه، وأعطاها الخاتمَ، فعرفَتْه، فقالت: من أعطاك هذا الخاتم؟ قال: رجلٌ، قالت: فأين تركتَه؟ قال: بمكانِ كذا وكذا، قال: فسكَتَت، حتى إذا كان الليلُ خرجت إليه، فلما جاءته، قال لها: اركَبي، بين يديه على بعيره، قالت: لا، ولكن اركَبْ أنت بين يديّ، فركب وركبَتْ وراءَه، حتى أتَت. فكان رسولُ الله يقول: "هي أفضلُ بناتي؛ أُصيبَت فيَّ".

فبلغ ذلك عليَّ بن الحسين، فانطلق إلى عُرْوة، فقال: ما حديثٌ بَلَغَني عنك تُحدّثُه تَنتقِصُ فيه حقَّ فاطمة؟ فقال عُرْوة: والله ما أُحب أنَّ لي ما بين المشرق والمغرب وإني أَنتقِصُ فاطمةَ حقًّا هو لها، وأما بعدُ فلَكَ أن لا أُحدِّثَ به أبدًا. قال عُرْوة: وإنما كان هذا قبل نزول الآية: ﴿ادْعُوهُمْ لِآبَائِهِمْ هُوَ أَقْسَطُ عِنْدَ اللَّهِ﴾ [الأحزاب: ٥] (١).


(١) إسناده حسن إن شاء الله من أجل يحيى بن أيوب - وهو الغافقي المصري - ففيه كلام كما قال الذهبي، واستنكره عند الموضع الآتي برقم (٧٠٠٧)، وقد انفرد به، وصحَّحه الحافظ ابن حجر في "مختصر زوائد البزار" (٢٠٠٩). ابن الهاد: هو يزيد بن عبد الله ابن أسامة بن الهاد، مشهور بالنسبة لجد أبيه.
وأخرجه المصنّف في مقدمة "فضائل فاطمة الزهراء" ص ٣٢، ومن طريقه أخرجه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" ٣/ ١٤٧ عن أبي الحسين عُبيد الله بن محمد البلخي التاجر، عن محمد بن إسماعيل السُّلَمي، بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري في "التاريخ الأوسط" ١/ ٢٥١، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (٢٩٧٥)، والبزار (٩٣)، والدُّولابي في "الذرية الطاهرة" (٥٣)، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (١٤٢)، والطبراني في "الكبير" ٢٢/ (١٠٥١)، وابن مَنْده في "معرفة الصحابة" ١/ ٩٢٧، وأبو نُعيم في =

<<  <  ج: ص:  >  >>