للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

الصبحُ، فبينا هي ذاتَ ليلة تَخدُمني إذ انكشفَ لي منها شيءٌ، فوَثَبتُ عليها، فلما أصبحتُ، غدَوتُ على قومي فأخبرتهم خَبَري، فقلتُ: انطلقوا معي إلى رسول الله ، فقالوا: لا والله لا نذهبُ معك، نَخافُ أن يَنزِلَ فينا قرآنٌ ويقولَ فينا رسولُ الله مَقالةً يبقى علينا عارُها، فاذهب أنت فاصنَعْ ما بَدَا لك، فأتيتُ رسولَ الله فأخبرتُه خَبَري، فقال: "أنت ذاكَ؟ " فقلتُ: أنا ذاك، فاقضِ فِيَّ حكمَ الله، فإني صابِرٌ مُحتَسِبٌ، قال: "اعتِقْ رقَبةً"، فضربتُ صفحةَ عُنقِ رقَبتي بيدي، فقلت: والذي بعثكَ بالحقّ، ما أصبحتُ أملِكُ غيرَها، قال: "صُمْ شَهرَين متتابِعَين" فقلتُ: يا رسول الله، وهل أصابني ما أصابني إلّا في الصيام؟ قال: "فأطعِمْ ستين مِسكينًا" قلتُ: يا رسول الله، والذي بعثكَ بالحقّ، لقد بِتْنا ليلتَنا هذه وَحْشًا ما نجدُ عشاءً، قال: "انطلِقْ إلى صاحب الصدقة صدقةِ بني زُرَيق، فليدفَعْها لك، فأطعِمْ منها وَسْقًا ستين مسكينًا، واستعِنْ بسائرها على عيالِك"، فأتيتُ قومي، فقلت: وجدتُ عندكم الضّيقَ (١).


(١) صحيح بطرقه وشاهده، وهذا إسناد ضعيف لعنعنة محمد بن إسحاق، وجزم البخاري - فيما نقله عنه الترمذي - بأنَّ سليمان بن يسار لم يدرك سلمة بن صخر، ومع ذلك فقد حسّن الحديثَ من هذه الطريق الترمذيُّ وصحّحه ابن خُزيمة (٢٣٧٨)، وحسَّن إسنادَه الحافظُ ابن حجر في "الفتح" ١٦/ ١٩٨.
وأخرجه أحمد ٢٦/ (١٦٤٢١)، والترمذي (٣٢٩٩) من طريق يزيد بن هارون بهذا الإسناد.
وقال الترمذي: حديث حسن.
وأخرجه أحمد ٣٩/ (٢٣٧٠٠)، وأبو داود (٢٢١٣) من طريق عبد الله بن إدريس، وابن ماجه (٢٠٦٢) من طريق عبد الله بن نمير، كلاهما عن محمد بن إسحاق، به.
ورواه بُكير بن الأشج عن سليمان بن يسار: أنَّ رجلًا من بني زُريق يقال له: سلمة بن صخر، كان أُوتي حَظًّا من الجماع، فذكره. أخرجه من طريقه القاضي إسماعيل الجهضمي في "أحكام القرآن" (٢٧٧)، والطحاوي في "أحكام القرآن" (١٩٦٣)، فهذا مرسل، وإسناده أقوى من إسناد ابن إسحاق، ورجاله أثبت، لكن يشهد له حديث ابن عباس الآتي بعده، ويشدُّه المراسيلُ الأخرى الآتي ذكرها للقصة نفسها، والله أعلم.
وقد روى حديثَ سلمة بن صخر هذا أيضًا سعيدُ بنُ المسيّب مرسلًا، أخرجه من طريقه القاضي =

<<  <  ج: ص:  >  >>