للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

ثم مرَّ الحاكم بعد ذلك بأسَدَاباذ، كما ذكر في ترجمته للزبير بن عبد الواحد الأَسَدَاباذي (١)، غير أنه ذكر التاريخ هنا على الشك، فقال: سنة إحدى أو اثنتين وأربعين. قلنا: الصحيح: إحدى وأربعين، لأن أسَدَاباذ في آخر إقليم الجبال على طريق القوافل من نيسابور إلى العراق، وإنما كانت رحلته سنة اثنتين وأربعين في بلاد خراسان كما سيأتي. اللهم إلا أن يكون شكُّه في سماعه منه في طريق الذهاب إلى العراق، أو في طريق العودة منه، لأن ذهابه إلى العراق كان في سنة إحدى وأربعين، وعودته من العراق بعد الحجِّ سنة اثنتين وأربعين.

ثم دخل في تلك السنة - أي سنة إحدى وأربعين - بغداد، كما قال في ترجمته لأبي محمد عبد الصمد بن محمد بن عبد الله بن حيَّوَيهِ البخاريّ: انصرف إلى بغداد سنة أربعين، ودخلتها وهو بها سنة إحدى وأربعين (٢).

ولقي الحاكم ببغداد في تلك الرحلة جماعةً من كبار الحفاظ والمحدّثين، منهم: أبو عمرو بن السَّمَاك، وأحمد بن سلمان النَّجاد، وأبو سهل بن زياد، ودَعْلَج بن أحمد، ونحوهم من الشيوخ (٣)، ومنهم كذلك أبو يعقوب يوسف بن إسماعيل بن يوسف الساوِيّ (٤)، ومنهم أيضًا أبو طاهر عبد الواحد بن علي بن محمد النجار (٥)، وأبو إسحاق إبراهيم بن عبد الله العَدْل الأصبهاني (٦).


= الأندلس من بُخارى، فيا لَله على تلك الهمة!!
(١) "تاريخ دمشق" لابن عساكر ١٨/ ٣٣١.
(٢) "تاريخ دمشق" لابن عساكر ٣٦/ ٢٥٦.
(٣) "تاريخ بغداد" للخطيب ٣/ ٥٠٩. وفي تلك السَّنة أرّخ لنا الحاكم في بغداد سماعًا له من أبي عمرو بن السَّمّاك في خبر رواه عن ابن عُمر في القادسية، أخرجه عنه البيهقي في "دلائل النبوة" ٥/ ٤٢٥.
(٤) "الأنساب" نسبة (الساوي).
(٥) "ذيل تاريخ بغداد" لابن النجار ١٦/ ١٦١.
(٦) "تاريخ بغداد" ٧/ ٤٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>