للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

أنَّ عبد الرحمن بن شُمَاسَة حدَّثه عن زيد بن ثابت قال: كنَّا حولَ رسول الله نُؤلِّفُ القرآنَ، إذ قال: "طُوبَى للشَّام"، فقيل له: ولِمَ؟ قال: "إنَّ ملائكةَ الرحمنِ باسطةٌ أجنِحتَها عليهم" (١).

رواه جرير بن حازم عن يحيى بن أيوب:

٢٩٣٧ - حدَّثَناه أبو عبد الله محمد بن يعقوب الحافظ، حدثنا إبراهيم بن عبد الله السَّعْدي، حدثنا وهب بن جَرير، حدثنا أَبي، سمعتُ يحيى بن أيوب يحدِّث عن يزيد بن أبي حَبيب، عن عبد الرحمن بن شُمَاسةَ، عن زيد بن ثابت قال: كنَّا عند رسول الله نُؤلِّفُ القرآن من الرِّقَاع، فقال رسول الله : "طُوبَى للشَّام"، فقلنا: لأيِّ شيءٍ ذاك؟ فقال: "لأنَّ ملائكةَ الرحمن باسطةٌ أجنِحتَها عليهم" (٢).


(١) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل يحيى بن أيوب - وهو الغافقي المصري - وقد توبع، وباقي رجاله ثقات.
وأخرجه أحمد ٣٥/ (٢١٦٠٧) عن يحيى بن إسحاق، بهذا الإسناد.
وأخرجه أحمد أيضًا (٢١٦٠٦) من طريق عبد الله بن لَهِيعة، وابن حبان (٧٣٠٤) من طريق عمرو بن الحارث وآخر معه - وهو ابن لهيعة - كلاهما عن يزيد بن أبي حبيب، به. ولم يذكرا فيه تأليف القرآن. وانظر ما بعده.
قوله: "نؤلِّف القرآن" أي: من الرِّقاع، كما في روايات أخرى، ومعنى "نؤلِّف": نَجمَع، والمراد: تأليف ما نزل من الآيات المتفرِّقة في سُوَرها وجمعها فيها بإشارة النبي ، ثم كانت مثبتةً في الصدور، مكتوبة في الرِّقاع واللِّخاف والعُسُب، فجمعها (أي: زيدٌ) منها في صُحُف بإشارة أبي بكر وعمر، ثم نَسَخَ ما جمعه في الصُّحف في مصاحف بإشارة عثمان بن عفان على ما رَسَمَ المصطفى . قاله البيهقي في "دلائل النبوة" ٧/ ١٤٦ - ١٤٧.
(٢) حديث صحيح كسابقه.
وأخرجه الترمذي (٣٩٥٤)، وابن حبان (١١٤) من طريقين عن وهب بن جرير، بهذا الإسناد.
وقال الترمذي: حديث حسن. ولم يذكر ابن حبان فيه فضل الشام.
وسيأتي دون ذكر فضل الشام برقم (٤٢٦٣) من طريق إبراهيم بن أبي طالب عن وهب بن جرير.

<<  <  ج: ص:  >  >>