وذكر جلال الدين السيوطي في "الإتقان في علوم القرآن" في خاتمة النوع الثلاثين خمسة أوجه لأهل العلم في معنى التفخيم، خامسها: أن المراد بالتفخيم تحريك أوساط الكَلِم بالضم، والكسر في المواضع المختلَف فيها دون إسكانها، لأنه أشبعُ لها وأفخم. ثم قال: قال الداني: وكذا جاء مفسرًا عن ابن عباس، ثم قال: حدثنا ابن خاقان حدثنا أحمد بن محمد حدثنا علي بن عبد العزيز حدثنا القاسم سمعتُ الكِسائيَّ يخبر عن سلمان عن الزهري قال: قال ابن عباس: نزل القرآنُ بالتثقيل والتفخيم نحو قوله: الجُمُعة، وأشباه ذلك من التثقيل، ثم أورد حديث الحاكم عن زيد بن ثابت مرفوعا: "نزل القرآن بالتفخيم". وقال محمد بن مقاتل أحد رواته (وهو المروزي الكسائي المذكور): سمعت عمارًا (يعني: ابن عبد الملك) يقول: ﴿عُذُرًا أو نُذُرًا﴾ و ﴿الصُّدُفَينِ﴾ يعني بتحريك الأوسط في ذلك. قال: ويؤيّده قولُ أبي عُبيدة: أهل الحجاز يفخِّمون الكلام كله إلَّا حرفًا واحدًا: عَشْرة، فإنهم يَجزِمونه، وأهل نجدٍ يتركون التفخيم في الكلام إلَّا هذا الحرف، فإنهم يقولون: عَشِرة، بالكسر. قال الداني: فهذا الوجه أَولى في تفسير الخبر. وهذا ملخَّص من كتاب "جمال القراء" لعَلَم الدين السخاوي ص ٦٠٧ - ٦٠٨. وقيل: معنى التفخيم - فيما قاله الحَليمي - أن يُقرأ القرآن على قراءة الرجال ولا يُخضَع الصوت به فيكون مثل كلام النساء، والله أعلم، نقله عنه البيهقي. (١) رجاله ثقات، وقد سلف الكلام عليه برقم (٧٦٥). وأخرجه أحمد ٤٤/ (٢٦٥٨٣)، وأبو داود (٤٠٠١)، والترمذي (٢٩٢٧) من طريق يحيى بن سعيد الأُموي القرشي، بهذا الإسناد. وانظر ما بعده.