للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وقد آمنَّا بك؟ فقال: "إنَّ قلوب بني آدم بين إصبَعَينِ من أصابع الرَّحمن كقلبٍ واحدٍ يقولُ بها هكذا" (١).

هذا حديث صحيح على شرط مسلم، ولم يُخرجاه هكذا، إنما تفرَّد مسلمٌ بإخراج حديث عبد الله بن عمرو: "قلوب بني آدم" فقط (٢).

٣١٧٨ - حدثنا أبو العبَّاس محمد بن يعقوب، أخبرنا العبَّاس بن الوليد البَيرُوتي، حدثنا محمد بن شعيب بن شابُور، حدثنا عبد الرحمن بن يزيد بن جابر، عن بُسْر بن عبيد الله، عن أبي إدريس الخَوْلاني، عن النَّوّاس بن سِمْعان الكِلَابي قال: سمعت رسول الله يقول: "الميزانُ بيد الرحمن، يرفعُ أقوامًا ويضعُ آخَرِين، وقلبُ ابنِ آدمَ بين إصبَعَينِ من أصابع الرحمن، إذا شاء أقامَه، وإذا شاء أزاغَه"، وكان رسول الله


(١) إسناده قوي من أجل أبي سفيان -وهو طلحة بن نافع- والمحفوظ في حديثه هذا رواية الأعمش عنه عن أنس بن مالك، هكذا رواه جمهور أصحاب الأعمش عنه مخالفين لسفيان الثوري كما هو مفصَّل في تعليقنا على حديث أنس من "مسند أحمد" ١٩ / (١٢١٠٧)، وقال الترمذي: حديث أبي سفيان عن أنس أصح؛ يعني من حديثه عن جابر. وقد سلف بعضُ حديث أنس عند المصنف برقم (١٩٤٨).
أما حديث جابر، فقد أخرجه الخرائطي في "اعتلال القلوب" (١٢)، وابن منده في "التوحيد" (٥١٤)، البيهقي في "شعب الإيمان" (٧٤١)، و "الدعوات" (٢٠٩)، والجورقاني في "الأباطيل والمناكير والصحاح والمشاهير" (٣٨) من طريقين عن محمد بن يوسف -وهو الفريابي- بهذا الإسناد.
وأخرجه الطبري في "تفسيره" ٣/ ١٨٨، وأبو يعلى (٢٣١٨)، والدارقطني في "الصفات" (٤١)، وابن منده في "التوحيد" (٥١٤)، وفي "الرد على الجهمية" (٢٥)، وأبو يعلى بن الفرّاء في "إبطال التأويلات" (٣٠٣) من طرق عن سفيان الثوري، به.
وقد رجّح ابن منده هذه الرواية على رواية أبي سفيان عن أنس، وكذا فعل أبو موسى المديني في "اللطائف من دقائق المعارف" (٣١٧)، فخالفا بذلك الترمذي الذي رجَّح الرواية بذكر أنس ابن مالك.
(٢) أخرجه مسلم برقم (٢٦٥٤)، وانظر تمام تخريجه في "مسند أحمد" ١١/ (٦٥٦٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>