للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

من أرضهم، فجاءه المهاجرون فقالوا: إنا نحبُّ أن نخرجَ إليهم حتى نقاتلَ معك وترى جُرْأَتَنا، ونَجزِيَك بما صنعتَ بنا. فقال: لَأدْواءٌ بنُصْرة الله، خيرٌ من دَوَاءٍ بنُصْرة الناس. قال: وفيه نزلت: ﴿وَإِنَّ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَمَنْ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِمْ خَاشِعِينَ لِلَّهِ﴾ [آل عمران: ١٩٩] (١).

هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يُخرجاه.

٣٢١٥ - أخبرنا أبو العبَّاس السَّيّاري، حدثنا عبد الله بن علي، أخبرنا علي بن الحسن، حدثنا عبد الله بن المبارَك، أخبرنا هشام بن سعد، عن زيد بن أسلَمَ، عن أبيه، عن عمر بن الخطَّاب: أنه بَلَغَه أنَّ أبا عُبيدة حُصِرَ بالشام، وقد تألَّبَ عليه القومُ، فكتب إليه عمر: سلامٌ عليك، أما بعدُ، فإنه ما يَنزِلُ بعبد مؤمن من مُنزَلَةِ شدِّةٍ إلَّا يجعل الله له بعدها فَرَجًا، ولن يغلِبَ عُسْرٌ يُسرَينٍ، ﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ﴾ [آل عمران: ٢٠٠]. قال: فكتب إليه أبو عبيدة: سلامٌ عليك، أما بعدُ، فإنَّ الله يقول في كتابه: ﴿اعْلَمُوا أَنَّمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَزِينَةٌ وَتَفَاخُرٌ بَيْنَكُمْ وَتَكَاثُرٌ فِي الْأَمْوَالِ وَالْأَوْلَادِ﴾ إلى آخرها [الحديد: ٢٠]. قال: فخرج عمرُ بكتابه فقَعَدَ على المنبر فقرأ على أهل المدينة، ثم قال: يا أهلَ المدينة، إنما يُعرِّضُ بكم أبو عُبيدة أنِ ارغَبُوا في الجهاد (٢).


(١) إسناده ضعيف، عبد الله بن علي الغزَّال مجهول، ومصعب بن ثابت -وهو ابن عبد الله بن الزبير- ضعيف ليس بالقوي. وقد انفرد المصنف بإخراج هذا الحديث.
قوله: "لأدواء" جمع داءٍ.
(٢) خبر حسن، عبد الله بن علي الغزّال متابع، وهشام بن سعد ليس بذاك القوي إلّا أنَّ أبا داود السجستاني كان يحسّن القول في روايته عن زيد بن أسلم، وهو متابع على بعض خبره هذا.
وهو في "الجهاد" لابن المبارك برقم (٢١٧)، ومن طريق ابن المبارك أخرجه أبو داود في "الزهد" (٨٠) عن أبي توبة العنبري عنه.
وأخرجه ابن أبي شيبة ٥/ ٣٣٥ و ١٣٠/ ٣٧ - ٣٨ عن وكيع، عن هشام بن سعد، به.
وأخرج أوله -وهو كتاب عمر إلى أبي عبيدة- ابن أبي الدنيا في "الفرج بعد الشدة" (٣١)، ومن =

<<  <  ج: ص:  >  >>