للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

ابن أبي شَيْبة، حدثنا أبو الأَحوَص (١)، عن أبي إسحاق، عن عبد الله بن عطاء، عن عُقْبة بن عامر الجُهَني قال: كنَّا مع رسول الله في سفر فكنَّا نَتَناوَبُ الرِّعْيةَ، فلما كانت نَوبَتي سرَّحتُ إبلي ثم رحتُ فجئتُ رسولَ الله وهو يَخطُب الناسَ، فسمعته يقول: "ما من مسلمٍ يَتوضَّأُ فيُسبِغُ الوضوءَ، ثم يقومُ في صلاته، فيَعلَمُ ما يقولُ، إلَّا انفَتَل وهو كيومَ وَلَدَتهُ أمُّه من الخطايا ليس عليه ذنبٌ". قال: فما مَلَكتُ نفسي عند ذلك أنْ قلتُ: بَخٍ بَخٍ! فقال عمر: وكنتُ إلى جنبه: أتعجَبُ من هذا؟! قد قال قبلَ أن تجيءَ ما هو أجودُ منه، فقلت: ما هو فداكَ أبي وأمي، قال: قال: "ما من رجل يتوضَّأُ فيُسبِغُ الوضوءَ، ثم يقولُ عند فَراغِه من وضوئه: أشهدُ أن لا إله إلَّا الله وأشهدُ أنَّ محمدًا عبدُه ورسولُه، إلَّا فُتِحَت له ثمانيةُ أبوابِ الجنةِ يَدخُلُ من أيِّها شاءَ".

ثم قال: "يُجمَعُ الناسُ في صعيدٍ واحدٍ يُنفِذُهم البصرُ ويُسمِعُهم الداعي، فينادي منادٍ: سيعلمُ أهلُ الجَمْع لمن الكَرَمُ اليومَ، ثلاثَ مرات، ثم يقول: أين الذين كانت تَتجافَى جنوبُهم عن المَضاجِع؟ ثم يقول: أين الذين كانوا ﴿لَا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ﴾ إلى آخر الآية؟ ثم ينادي منادٍ: سيَعلمُ أهلُ الجَمْع لمن الكَرَمُ اليومَ، ثم يقول: أين الحمَّادون الذين كانوا يَحمَدُون ربَّهم؟ " (٢).


(١) زاد بعده في النسخ الخطية: عن أبي الأحوص، وصحَّح عليها في (ص)، وهي زيادة مقحمة غير صحيحة هنا، وأبو الأحوص الذي يروي عنه عثمان بن أبي شيبة: هو سلّام بن سليم، معروف بالرواية عن أبي إسحاق السَّبيعي بلا واسطة.
(٢) إسناده من هذا الوجه بهذا السياق ضعيف لإعضاله بين عبد الله بن عطاء وعقبة، فإنه لم يدركه، وقد رواه شعبة - فيما ذكر الدارقطني في "العلل" ٢/ ١١٤ - ففحص عن إسناده وبيَّن علته وذكر أنه سمعه من أبي إسحاق عن عبد الله بن عطاء عن عقبة بن عامر، وأنه لقي عبدَ الله بنَ عطاء فسأله عنه فأخبره أنه سمعه من سعد بن إبراهيم، وأنه لقي سعدَ بنَ إبراهيم فسأله فأخبره أنه سمعه من زياد بن مِخراق، وأنه لقي زيادَ بنَ مخراق فأخبره أنه سمعه من شهر بن حوشب، وأنَّ الحديث فَسَدَ عند شعبة بذكر ابن حوشب فيه. قلنا: وقد ذكر هذه القصة عن =

<<  <  ج: ص:  >  >>