للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٣٥٦٨ - أخبرَناه أبو زكريا يحيى بن محمد العَنبَري، حدثنا محمد بن عبد السلام، حدثنا إسحاق، أخبرنا أبو معاوية، حدثنا الأعمش، عن المِنْهال بن عمرو، عن سعيد بن جُبير، عن ابن عبَّاس في قوله: ﴿لَأُعَذِّبَنَّهُ عَذَابًا شَدِيدًا﴾ [النمل: ٢١]، قال: نَتْفُ رِيشِه، قال ابن عبَّاس: كان سليمانُ بن داودَ يُوضَعُ له ستُّ مئة ألف كرسيٍّ ثم يجيءُ أشرافُ الإنس حتى يجلسوا مما يَليهِ، ثم يجيءُ أشرافُ الجنِّ حتى يجلسوا ممّا يَلِي الإنسَ، ثم يدعو الطيرَ فتُظِلُّهم، ثم يدعو الريحَ فتَحمِلُهم، فيسيرُ في الغَدَاةِ الواحدةِ مسيرةَ شهر، فبينما هو يسير في فَلَاةٍ إذ احتاجَ إلى الماء، فجاء الهُدهُدُ فجعل يَنقُرُ الأرضَ فأصاب موضعَ الماء، فجاءت الشياطينُ فسَلَخَت ذلك الموضعَ كما يُسلَخ الإهابُ، فأصابوا الماءَ.

فقال نافع بن الأزرق: يا وقَّافُ أرأيتَ الهدهدَ: كيف يجيءُ فينقُرُ الأرضَ فيصيبُ موضعَ الماء، وهو يجيءُ إلى الفخِّ وهو يُبصِرُه حتى يقعَ في عنقه؟! فقال ابن عبَّاس: إنَّ القَدَر إذا جاء حالَ دون البَصَر (١).


= وأخرجه اللالكائي في "أصول الاعتقاد" ٤/ ٧٤٣ من طريق إسحاق بن راهويه، عن سليمان بن حرب، به.
وأخرجه بنحوه عبد الله بن أحمد في "السنة" (٩٠٠) و (٩٣١)، وابن أبي حاتم في "تفسيره" ٩/ ٢٨٥٩ من طريق أسامة بن زيد، عن عكرمة، به. وانظر ما بعده.
(١) إسناده صحيح. إسحاق: هو ابن راهويه، وأبو معاوية: هو محمد بن خازم الضرير، والأعمش: هو سليمان بن مهران.
وأخرجه البيهقي في "شعب الإيمان" (٢٤٧) عن أبي عبد الله الحاكم، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن أبي شيبة ١١/ ٥٣٦ عن أبي معاوية، والضياء في "المختارة" (١٠/ ٤٠٩)، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" ٢٢/ ٢٦٦ - ٢٦٧ من طريق أحمد بن عمر الوكيعي، عن أبي معاوية، به.
وسيأتي عند المصنف برقم (٤١٨٧) من طريق سلم بن جنادة عن أبي معاوية.
وأخرجه الطبري في "تفسيره" ١٩/ ١٤٥ من طريق الحمّاني - وهو جابر بن نوح - عن الأعمش، به مختصرًا جدًّا، اقتصر فيه على أوله في قوله: نتف ريشه. والحماني ضعيف، لكنه متابع عند المصنف وغيره. =

<<  <  ج: ص:  >  >>