للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وما اللهُ بقابلٍ منه شيئًا، فلمّا قَدِمَ رسولُ الله المدينةَ أُنزِلَ فيهم: ﴿يَاعِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ﴾ [الزمر: ٥٣]، والآياتُ التي بعدها. قال عمر: فكتبتُها، فجلستُ على بعيري ثم طُفْتُ المدينةَ (١)، ثم أقامَ رسولُ الله بمكة ينتظرُ أن يَأْذَنَ اللهُ له في الهجرة وأصحابِه من المهاجرين، وقد أقام أبو بكر ينتظرُ أن يُؤذَنَ لرسول الله فيخرجَ معه (٢).

هذا حديث صحيح على شرط مسلم، ولم يُخرجاه.

٣٦٧١ - حدثنا أبو الفضل محمد بن إبراهيم المزكِّي، حدثنا محمد بن عمرو الحَرَشي، حدثنا أحمد بن عبد الله بن يونس، حدثنا أبو بكر بن عيّاش، عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله : "كلُّ أهل النار يَرى مَقعدَه من الجنة فيقول: لو أنَّ الله هَدَاني، فيكونُ عليه حَسْرةً، وكلُّ أهلِ الجنة يَرى مَقعدَه من النار فيقول: لولا أنَّ الله هَدَاني، فيكونُ له شُكرًا"، ثم تَلَا رسولُ الله : ﴿أَنْ تَقُولَ


(١) كذا وقع عند المصنف، وهو خطأ والصواب كما في سائر الروايات عن ابن إسحاق: أنَّ عمر كتبها وبعث بها إلى هشام بن العاص وهو في مكة، وكان ممَّن تخلَّف عن الهجرة إلى المدينة، قال هشام: فلما قَدِمَت عليَّ خرجتُ بها إلى ذي طُوى فجعلتُ أصعِّد بها وأصوِّب لأفهمها، فقلت: اللهم فهِّمنيها، فعرفتُ إنما نزلت فينا كما كنَّا نقول في أنفسنا ويقال فينا، فرجعت فجلست على بعيري، فلحقت برسول الله .
(٢) إسناده حسن من أجل ابن إسحاق.
وأخرجه البيهقي في "شعب الإيمان" (٦٧٣٦) عن أبي عبد الله الحاكم بهذا الإسناد - مختصرًا دون قول عمر: فكتبتها، وما بعده.
وأخرجه الضياء في "المختارة" (١/ ٢١٣) من طريق إسحاق بن إبراهيم بن جبلة، عن الحسن بن الربيع، به. ولم يسق لفظه.
وأخرجه بنحوه البزار (١٥٥)، والطبري في "تفسيره" ٢٤/ ١٥، وابن المنذر في "الأوسط" (٩٦٧٠)، والطبراني في "الكبير" (٢٢/ ٤٦٢)، والبيهقي في "السنن" ٩/ ١٣، وفي "الدلائل" ٢/ ٤٦١ - ٤٦٢، والضياء (٢١٢) من طرق عن ابن إسحاق، به - وبعضهم يزيد فيه على بعض.

<<  <  ج: ص:  >  >>