للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

هاروتَ وماروتَ، قال: وذكر الحديث بطوله فيهما، وقال فيه: فلما شَرِبا الخمرَ وانتَشَيا وَقَعا بالمرأة وقَتَلا النفسَ، فكثُرَ اللَّغَطُ فيما بينهما وبين الملائكة، فنَظَروا إليهما وما يعملان، ففي ذلك أَنزَل الله ﷿ بعد ذلك: ﴿وَالْمَلَائِكَةُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِمَنْ فِي الْأَرْضِ﴾ الآية [الشورى: ٥]، قال: فجعل بعدَ ذلك الملائكةُ يَعذِرون أهلَ الأرض ويَدْعُون لهم (١).

هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يُخرجاه.

٣٦٩٧ - أخبرني أبو جعفر محمد بن علي الشَّيباني، حَدَّثَنَا أحمد بن حازم بن أبي غَرَزة، حَدَّثَنَا إسماعيل بن عمر أبو المنذِر، حَدَّثَنَا كَثير بن زيد، عن المطَّلِب بن عبد الله بن حَنطَب، عن عبد الله بن عمر: أنه كان واقفًا بعَرَفاتٍ، فنَظَرَ إلى الشمس حين تدلَّت مثلَ التُّرس للغروب، فبكى واشتدَّ بكاؤُه، وتلا قولَ الله ﷿: ﴿اللَّهُ الَّذِي أَنزَلَ


(١) إسناده حسن في المتابعات والشواهد من أجل أبي جعفر الرازي - وهو عيسى بن أبي عيسى - وإن كان في حفظه سوء وله مناكير فإنّ هذه القصة قد رويت عن ابن عبَّاس من غير طريقه بأسانيد فيها ضعف، وهذه القصة قد ثبت أنَّ كعب الأحبار قد حدَّث بها بعضَ أصحاب النَّبِيِّ ، فقد روى عبد الرزاق في "تفسيره" ١/ ٥٣ وابن أبي الدنيا في "العقوبات" (٢٢٤) بإسناد صحيح إلى عبد الله بن عمر أنَّ كعبًا حدثه بذلك، فدار الحديث ورجع - كما قال الحافظ ابن كثير في "تفسيره" ١/ ١٩٩ - إلى نقل كعب الأحبار عن كتب بني إسرائيل، والله أعلم.
وأما خبر ابن عبَّاس هذا، فقد أخرجه البيهقي في "شعب الإيمان" (٦٢٧٠) عن أبي عبد الله الحاكم، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن أبي حاتم في "تفسيره" ١/ ١٨٩ - ١٩٠ من طريق آدم بن أبي إياس، عن أبي جعفر الرازي، به.
وأخرجه بمعناه ابن أبي الدنيا في "العقوبات" (٢٢١)، وابن أبي حاتم ١/ ١٩١ - ١٩٢ من وجهين فيهما لِينٌ عن ابن عبَّاس.
وانظر التعليق على حديث ابن عمر في "مسند أحمد" ١٠/ (٦١٧٨)، وما سلف برقم (٣٠٨٨) و (٣٠٨٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>