للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

للجنة، وبعمل أهل الجنة يعملون، ثم مسح ظهره، فاستخرج منه ذُرِّيةً، فقال: خلقت هؤلاء للنار، وبعمل أهل النار يعملون فقال رجلٌ: يا رسول الله، ففيم العمل؟ قال: "إنَّ الله إذا خلَقَ العبد للجنة، استعمله بعمل أهل الجنة [حتى يموت على عمل من أعمال أهل الجنة] (١) فيدخل الجنةَ، وإذا خَلَقَ العبد للنارِ، استعمله بعمل أهل النار حتى يموتَ على عمل أهل النار، فيدخل النار" (٢).

هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، ولم يخرجاه.

٤٠٤٦ - حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب، حدثنا الحسن بن علي بن عفان، حدثنا الحسن بن عطية، حدثنا الحسن بن صالح، عن المنهال بن عمرو، عن سعيد بن جُبَير، عن ابن عبّاس: ﴿فَتَلَقَّى آدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ﴾ [البقرة: ٣٧]، قال: أي ربِّ، ألم تخلقني بيدك؟ قال: بلى، قال: أي ربِّ، ألم تَنفُخُ فِي مِن رُوحك؟ قال: بلى، قال: أي ربِّ، ألم تُسكِنَّي جَنتك؟ قال: بلى، قال: أي ربِّ، ألم تسبق رحمتك غضبك؟ قال: بلى، قال: أرأيتَ إن تبتُ وأصلحتُ، أَراجعي أنتَ إلى الجنة؟ قال: بلى، قال: فهو قوله: ﴿فَتَلَقَّى آدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِمَاتٍ﴾ (٣).


(١) ما بين المعقوفين سقط من نسخنا الخطية، واستدركناه من كتاب "القضاء والقدر" للبيهقي (٦١) حيث رواه عن المصنف بإسناده ومتنه، وهو ثابت لجميع من روى هذا الحديث من طريق مالك.
(٢) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لجهالة مسلم بن يسار الجهني، ولإرساله، لأنَّ مسلمًا هذا روايته عن عمر، مرسلة، كما جزم به أبو زرعة، وقد زاد فيه غير الإمام مالك بينه وبين عمر رجلًا هو نُعيم بن ربيعة، ونعيم هذا لا يُعرف أيضًا.
وقد تقدَّم برقم (٧٤) من طريق روح بن عبادة ومن طريق القعنبي، وبرقم (٣٢٩٥) من طريق إسحاق بن سليمان ومن طريق القعنبي، ثلاثتهم عن مالك.
(٣) رجاله ثقات، لكن اختلف فيه على الحسن بن عطية - وهو ابن نجيح القرشي - فرواه الحسن بن علي بن عفان عنه كما وقع عند المصنف هنا، وخالفه أبو كُريب محمد العلاء فرواه عن الحسن بن عطية، عن قيس بن الربيع، عن محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن =

<<  <  ج: ص:  >  >>