(٢) إسناده ضعيف، مؤمل بن إسماعيل، سيئ الحفظ، وقد انفرد بإدراج قصة بناء البيت على هذا الترتيب الذي هنا، وخالفه غيره ممن روى قصة إبراهيم وهاجر عن حارثة بن مضرب عن علي بن أبي طالب، كإسرائيل في روايته عن جده أبي إسحاق عند ابن عبد الحكم في "فتوح مصر" ص ٦٥، ويونس بن أبي إسحاق في روايته عن حارثة بن مضرب مباشرة عند الحكيم الترمذي في "نوادر الأصول" (١٣٧٥) وغيرهما، فلم يذكروا فيها قصة بناء البيت أول ذهاب إبراهيم بإسماعيل وهاجر إلى موضع البيت كما في رواية مؤمّل هنا، بل إنّ في سياق القصة برواية ابن عباس عند البخاري (٣٣٦٥) ما يدل على بناء البيت جاء متراخيًا عن قصة ترك إبراهيم ولده إسماعيل وأمه هاجر في موضع البيت، وأنَّ بناء البيت كان بعد أن كبر إسماعيل وتزوّج، وأنهما اشتركا معًا في بنائه، وهذا هو الموافق لنص القرآن. على أنه قد روي عن علي بن أبي طالب فيما تقدم برقم (١٧٠٢) و (٣١٩٢) من رواية خالد بن عرعرة عنه ما يدلُّ على أن إبراهيم وإسماعيل اشتركا في بناء البيت، وهذا يوافق رواية ابن عبّاس ويُنافي رواية مؤمَّل هذه.