للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

هذا حديث صحيح على شرط مسلم.

٤١١٧ - أخبرنا الحسن بن محمد الإسفراييني، حدثنا محمد بن أحمد بن البَرَاء، حدثنا عبد المنعم بن إدريس، عن أبيه، عن وهب بن مُنبِّه، قال: إِنَّ الله بعث شعيبًا إلى أهل مدين وهم أصحاب الأيكة - والأيكة: الشجرُ المُلْتَفُّ. وكانوا أهل كفر بالله، وبَخْس للناس في المكاييل والموازين، وإفسادٍ لأموالهم، وكان الله تعالى وسَّع عليهم في الرِّزق وبَسَطَ لهم في العيش، استدراجًا منه لهم مع كفرهم به، فقال لهم شعيب: ﴿يَاقَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ وَلَا تَنْقُصُوا الْمِكْيَالَ وَالْمِيزَانَ إِنِّي أَرَاكُمْ بِخَيْرٍ وَإِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ مُحِيطٍ﴾ [هود: ٨٤]، فكان من قول شعيب لقومه وجوابِ قَومِه له ما قد ذَكَرَ اللهُ في كتابه (١).

٤١١٨ - حدثنا علي بن حَمْشاذَ العَدْل، حدثنا بشر بن موسى، حدثنا الحسن بن موسى الأشْيَب، حدثنا سعيد بن زيد أخو حمّاد بن زيد، حدثنا حاتم بن أبي صغيرة، حدثني بُرَير الباهلي، قال: سألتُ عبد الله بن عبّاس عن هلاك قوم شعيب، وقول الله: ﴿فَأَخَذَهُمْ عَذَابُ يَوْمِ الظُّلَّةِ إِنَّهُ كَانَ عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ﴾ [الشعراء: ١٨٩]، قال عبد الله بن عباس: بعث الله عليهم وَمَدَةً (٢) وحرًا شديدًا، فأخذ بأنفاسهم، فدخَلُوا أجوافَ البيوت، فدخل عليهم أجوافَ البيوت، فأخذ بأنفاسهم، فخرجوا من البيوت هِرابًا إلى البرية، فبعث الله سحابةً فأظلَّتْهم من الشمس، فوجدوا لها بَرْدًا ولَذَّةً، فنادى بعضُهم بعضًا حتى إذا اجتمعوا تحتها أرسَلَ الله عليهم نارًا، قال عبد الله بن عباس: فذاكَ ﴿عَذَابُ


= سالم وحده، عن سعيد بن جبير قوله.
(١) هذا الإسناد واهٍ، كما قال الذهبي في غير موضع من "تلخيصه" من أجل عبد المنعم، فهو متروك الحديث، وكذبه الإمام أحمد.
وأخرج مثله الطبري في "تاريخه" ١/ ٣٢٦ من قول سفيان الثوري.
(٢) الوَمَدة: نَدًى يجيء في صميم الحَرّ من قبل البحر، يقع على الناس ليلًا، وهو ما يُعبر عنه اليوم بالرطوبة.

<<  <  ج: ص:  >  >>