للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وسمِعُوا، فطَلَبُوا الرؤيةَ، وكان موسى انتقَى خِيارَهم ليَشْهَدُوا له عند بني إسرائيل أنَّ ربَّه قد كَلَّمَه، فقالوا: لن نَشْهدَ لك حتى تُرِيَنا الله جَهْرةً، ﴿فَأَخَذَتْهُمُ الصَّاعِقَةُ وَهُمْ يَنْظُرُونَ﴾ [الذاريات: ٤٤] (١).

٤١٥٢ - حدثنا علي بن حمشاذ ومحمد بن صالح، قالا: حدثنا الحسين بن الفضل، حدثنا عفّان بن مُسلِم، حدثنا حمّاد بن سَلَمة، أخبرنا عمار بن أبي عمار، قال: سمعتُ أبا هريرةَ يقول: قال رسول الله : "إنَّ مَلَكَ الموت كان يأتي الناسَ عِيانًا، فأتى موسى بنَ عِمران، فلَطَمَهُ موسى فَفَقأ عينَه، فعَرَجَ مَلَكُ الموتِ، فقال: يا رب، عبدُك موسى فَعَلَ بي كذا وكذا، ولولا كرامتُه عليك لَشَقَقْتُ عليه، فقال الله: ائتِ عبدي موسى فخَيِّرْه بين أن يَضَعَ يدَه على مَتْنِ ثَور، فله بكل شَعرةٍ وارَتْها كفُّه سنةً، وبين أن يموتَ الآن، فأتاه فخَيَّرَه، فقال موسى: فما بعدَ ذلك؟ قال: الموتُ، قال: فالآنَ إذًا، فشَمَّه شَمَّةً فقبض رُوحَه، وردَّ الله على ملك الموت (٢) بَصَرَه، فكان بعد ذلك يأتي الناسَ في خُفْيةٍ" (٣).


(١) إسناده ضعيف بمرّةٍ، وقد تقدَّم مختصرًا بذكر يوسف برقم (٤١٣٣).
(٢) في (ز) و (ب): ورَدَّ الله عليه، والمثبت من (ص) و (ع) أوضح.
(٣) إسناده صحيح. وقد روى هذا الخبر بنحوه عن أبي هريرة أيضًا همّام بن مُنبِّه وطاووس اليماني، ولهذا صحَّحه الإمامُ أحمد فيما نقله عنه أبو يعلى الفراء في "إبطال التأويلات" (٤١٠) و (٤١١)، وصحَّحه أيضًا محمد بن يحيى الذُّهلي فيما أسنده عنه أبو إسحاق الثعلبي في "تفسيره" ٤/ ٤٦، وكذلك صحَّحه غير واحدٍ ممن جاء بعدهما.
وأخرجه أحمد ١٦/ (١٠٩٠٤) عن أمية بن خالد ويونس بن محمد المؤدِّب، و (١٠٩٠٥) عن مؤمَّل بن إسماعيل، ثلاثتهم عن حمّاد بن سلمة، بهذا الإسناد.
وأخرجه أحمد ١٣/ (٨١٧٢)، والبخاري بإثر (٣٤٠٧)، ومسلم (٢٣٧٢) من طريق همّام بن مُنبِّه، عن أبي هريرة. إلّا أنه لم يذكر في روايته ما جاء في رواية عمار هذه من أن ملك الموت كان يأتي إلى الناس عِيانًا، ولا ما جاء في آخره من أنه صار يأتي بعد ذلك في خُفية.
وأخرجه كذلك دون هاتين الزيادتين: أحمدُ ١٣/ (٧٦٤٦)، والبخاري (٣٤٠٧)، ومسلم (٢٣٧٢) من طريق طاووس بن كيسان اليماني، عن أبي هريرة من قوله، لكن جاء في آخر روايته=

<<  <  ج: ص:  >  >>