وقد خطّأ عبد الله بن أحمد بن حنبل في "العلل" (٣٨٠٨) رواية يحيى بن مَعِين، مع أنه لم ينفرد به كما تقدم، وعليه فإن يكن في هذه الرواية وهمٌ فيكون من يونس بن أبي إسحاق لأنَّ لديه أوهامًا، وربما كان الوهم من حجاج بن محمد، والله أعلم. لكن يعكر عليه وروده عن ابن عبّاس من وجه آخر كما سيأتي. على أنَّ عددًا من أهل العلم قد حكى الإجماع على أنَّ ولادته ﷺ كانت عام الفيل لا يوم الفيل، كما بينه ابن ناصر الدين في "جامع الآثار" ٢/ ٥٥. قلنا: ويؤيده رواية قيس بن مخرمة الآتية برقم (٤٢٢٨): ولدتُ أنا ورسولُ الله ﷺ عام الفيل، وحسَّنه الترمذيُّ والذهبيُّ في قسم السيرة النبوية من "تاريخ الإسلام". ورواية قباث بن أشْيَم الآتية عند المصنف برقم (٦٧٦٩). وقال ابن سعد بعد أن رواه عن يحيى بن مَعِين: يوم الفيل يعني عام الفيل. قال ذلك ابن سعد مُؤوِّلًا، وكأنه أراد دفع التعارض بين روايته ورواية من قال: عام الفيل. وأخرجه البيهقي في "دلائل النبوة" ١/ ٧٥ عن أبي عبد الله الحاكم، بهذا الإسناد. وأخرجه البزار في "مسنده" (٤٧٦٢) و (٥٠١٧) عن الحسن بن علي بن علّويه، عن حجاج بن محمد، به بلفظ: عام الفيل. وتحرَّف في المطبوع منه في الموضعين اسم الحسن إلى الحسين. وأخرجه ابن سعد في "الطبقات الكبرى" ١/ ٨١، والعباس بن محمد الدُّوري في "تاريخه" (٢٩٦٣)، وأبو العباس بن مُحرز في "معرفة الرجال عن يحيى بن مَعِين" (٧٩٧)، وعبد الله بن أحمد بن حنبل في "العلل" (٣٨٠٨) و (٥٢٢١)، وأبو زرعة الدمشقي في "تاريخه" ١/ ١٤٢، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (٥٩٦٧)، وابن حبان في "الثقات" ١/ ١٤، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" ٣/ ٧٠ - ٧١، وأبو طاهر السِّلَفي في "معجم السفر" (٧٢٨)، والضياء المقدسي في "المختارة"=