للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يُخرجاه.

٤٢٤٧ - أخبرني أبو سعيد الأحمَسي، حدثنا الحسين بن حُميد، حدثنا إبراهيم بن الحجّاج، حدثنا حماد بن سَلَمة، عن سماك بن حَرْب، عن جابر بن سَمُرة قال: ما كان في رأس رسول الله إِلَّا شَعَرَاتٌ (١) في مَفْرِقِ رأسه، إذا ادَّهَن واراهُنَّ الدُّهْنُ (٢).


= كيف وقد صرَّحت في رواية المصنف بأنه لم يَشِنْهُ الله ببيضاء .
وقال الإسماعيلي فيما نقله عنه الحافظ ابن حجر في "الفتح" ١٨/ ٢٠١ معلقًا على حديث ابن موهب عن أم سلمة: ليس فيه بيان أنَّ النبي هو الذي خضب، بل يحتمل أن يكون احمرّ بعده لما خالطه من طيب فيه صفرة، فغلبت به الصفرة. قال: فإن كان كذلك وإلّا فحديث أنس أن النبي لم يخضب أصحُّ.
ثم قال الحافظ: الذي أبداه احتمالًا تقدم معناه موصولًا إلى أنس وأنه جزم بأنه إنما احمرَّ من الطِّيب. قلنا: يريد الحافظ رواية ربيعة بن أبي عبد الرحمن التي تقدم ذكرها، فإنَّ فيها أنَّ ربيعة سأل عن ذلك، ومال الحافظ إلى أنه إنما سأل أنسًا مستندًا إلى رواية ابن عقيل هذه التي عند المصنف. قلنا: ويؤيده رواية جابر بن سمرة التي بعده.
وجمع الطبري بين الأخبار في النفي والإثبات بما حاصله: أنَّ من جزم أنه خضب أنه حكى ما شاهده، وكان ذلك في بعض الأحيان، ومن نفى ذلك كأنس فهو محمول على الأكثر الأغلب من حاله.
ورجَّح الطحاوي في "شرح المشكل" ٩/ ٣٥، وابن كثير في "البداية والنهاية" ٨/ ٤١٧ خلاف ما قاله أنس، فقال ابن كثير: نفي أنس للخطاب معارض بما تقدم عن غيره من إثباته، والقاعدة المقررة أنَّ الإثبات مقدّم على النفي، لأنَّ المثبت معه زيادة علم ليست عند النافي، وهكذا إثبات غيره لأزيد مما ذَكَر من الشيب مقدَّم، لا سيما عن ابن عمر المظنون أنه تلقى ذلك عن أخته حفصة، فإنَّ اطّلاعها أتم من اطلاع أنس، لأنها ربما فَلَتْ رأسه الكريم . قلنا: وسبقهم أحمد بن حنبل فيما نقله عنه الحافظ في "الفتح" ١٠/ ٤١٦، فأنكر إنكار أنس أنه خضب، وذكر حديث ابن عمر الذي ذكرناهُ.
لكن عائشة زوج النبي لو علمته صبغ، لنبَّهت عليه في خطابها لعبد الرحمن بن الأسود، كما بيَّنه مالك بن أنس كم تقدم، فقول مالك أوجَهُ وأقعدُ من قول غيره، والله تعالى أعلم.
(١) زاد في المطبوع: بِيض.
(٢) إسناده حسن من أجل سماك بن حرب، فهو حسن الحديث، والحسين بن حميد - وهو ابن الربيع - متابع. =

<<  <  ج: ص:  >  >>