(١) إسناده ضعيف لإرساله واضطرابه، مُرّة الطَّيِّب - وهو مرة بن شراحيل الهَمْداني - لم يحضر هذه القصة، فقد جعل أبو حاتم وأبو زرعة روايته عن عمر بن الخطاب مرسلة، فمن باب أَولى أن لا يُدرك أبا بكر الصِّدِّيق ولا هذه المحاورة التي دارت بين أبي سفيان وعلي بن أبي طالب، ومع ذلك صحح إسناده الذهبي في "تلخيصه"! وقد روى هذا الخبر سهل بن يوسف الأنماطي - وهو ثقة - عند أبي نُعيم الأصبهاني في "فضائل الخلفاء الراشدين" (١٩١) عن مالك بن مِغوَل، عن أبي الشعثاء الكِنْدي، عن مرَّة، عن أبي الأبجر الأكبر. فتأكّد بذلك إرسالُ الخبر في رواية المصنّف، وأبو الأبجر هذا مجهول لا يُعرف. أما أبو الشعثاء الكِنْدي - واسمه يزيد بن مُهاصِر - فقد روى عنه غير واحد، وذكره البخاري في "تاريخه" وابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" وسكتا عنه، وهو مجهول الحال. وقد اختُلف فيه على مالك بن مغول، فقد رواه ابن المبارك عند عبد الرزاق (٩٧٦٧)، وأبو قُتيبة سَلْم بن قتيبة عند الطبري في "تاريخه" ٣/ ٢٠٩، كلاهما عن مالك بن مِغول، عن ابن أبجر. فأسقطا من إسناده اثنين، هما أبو الشعثاء ومرّة الطيّب، وهذا إعضال في الإسناد.