للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

هذا حديث صحيح على شرط مسلم، فقد احتج في كتابه بأبي كثير الزُّبيدي واسمه يزيد بن عبد الرحمن بن أُذينة، وهو تابعيٌّ معروف يقال له: أبو كثير الأعمى، وهذا الحديث لم يُخرجاه.

٢١٤ - حدثنا أبو بكر بن إسحاق الفقيه، أخبرنا محمد بن غالب بن حَرْب، حدثنا عفّان بن مسلم، حدثنا عبد الواحد بن زياد، حدثنا الأعمش، عن مالك بن الحارث، عن مُصعَب بن سعد، عن أبيه - قال الأعمش: ولا أعلمُه إلا عن النبي قال: "التَّوْدَةُ في كلِّ شيء خيرٌ إلا في عمل الآخرة" (١).


= وأخرج البخاري (٢٥١٨)، ومسلم (٨٤) من طريق أبي مراوح، عن أبي ذر قال: سألت النبي : أيُّ العمل أفضل؟ قال: "إيمان بالله، وجهاد في سبيله" قلت: فأيُّ الرّقاب أفضل؟ قال: "أغلاها ثمنًا، وأنفسُها عند أهلها" قلت: فإن لم أفعل؟ قال: "تُعِين صانعًا أو تصنع لأخرق" قال: فإن لم أفعل؟ قال: "تدعُ الناس من الشر، فإنها صدقة تصدَّقُ بها على نفسك".
الرَّضْخ: العطيّة القليلة.
والأخرق: من ليس في يده صنعة.
(١) ضعيف مرفوعًا، فإنَّ في رواية عبد الواحد بن زياد - وهو ثقة - عن الأعمش مقالًا وبخاصة إذا خولف، وقد خالفه هنا أثبت الناس في الأعمش وهو سفيان الثوري، فرواه عنه عن مالك بن الحارث عن عمر بن الخطاب من قوله، هكذا رواه غير واحد عن سفيان فيما أخرجه وكيع في "الزهد" (٢٦١) - ومن طريقه ابن أبي شيبة ١٤/ ٣٤ - ومسدَّد في "مسنده" كما في "المطالب العالية" (٣٢٧٦)، وأحمد في "الزهد" (٦٢٥)، وفي هذا الإسناد انقطاع، فإنَّ مالك بن الحارث - وهو السلمي الرقّي - لم يدرك عمر.
وتابع سفيان على كون هذا الحديث من قول عمر: إسماعيل بنُ مسلم المكي، عن أبي معشر زياد بن كليب، عن إبراهيم النخعي، عن عمر بن الخطاب. أخرجه ابن أبي الدنيا في "الزهد" (٥٧)، و"قصر الأمل" (١٣٩)، ومن طريقه البيهقي في "شعب الإيمان" (١٠١٢٠)، وإسماعيل ابن مسلم فقيه مفتٍ إلّا أنه كان ضعيفًا في الحديث.
وأما حديث سعد بن أبي وقاص، فقد أخرجه أبو داود (٤٨١٠) عن الحسن بن محمد بن الصباح، عن عفان بن مسلم، بهذا الإسناد.
والتُّؤدة: التأنِّي والتمهُّل.

<<  <  ج: ص:  >  >>