للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قال: دعاني رسولُ الله فقال: "يا علي، إنَّ فيك من عيسى مثلًا، أبغَضَه اليهودُ حتى بهَنُوا أمَّه، وأحبّتْه النصارى حتى أنزَلُوه بالمنزلةِ التي ليس بها".

قال: وقال عليٌّ: ألا وإنه يَهلِك فيَّ مُحِبٌّ مُطْري يُقَرِّظُني بما ليس فيَّ، ومُبغِض مُفْتَرٍ يَحمِلُه شَنَآني على أن يَبْهتَني، ألا وإني لست بنبيٍّ، ولا يوحى إلي، ولكني أعمل بكتاب الله وسنة نبيه بما استطعتُ، فما أمرتُكُم به من طاعةِ الله تعالى، فحقٌّ عليكم طاعتي فيما أحببتُم أو كرهتُم، وما أمرتُكُم بمعصيةٍ أنا وغيري، فلا طاعةَ لأحدٍ في معصيةِ الله ﷿، إنما الطاعةُ في المعروفِ (١).


(١) إسناده ضعيف لضعف الحكم بن عبد الملك - وهو القرشي البصري - وربيعة بن ناجذ تفرد بالرواية عنه أبو صادق، وذكره ابن حبان في "الثقات"، لكن قال الذهبي في "الميزان": لا يكاد يُعرف، وقال في "المغني في الضعفاء": فيه جهالة.
وأخرجه عبد الله بن أحمد في زوائده على "المسند" لأبيه ٢ / (١٣٧٦)، والنسائي (٨٤٣٤) من طريق أبي حفص عمر بن عبد الرحمن الأبّار، وعبد الله بن أحمد (١٣٧٧) من طريق أبي غيلان سعد بن طالب الشيباني، كلاهما عن الحكم بن عبد الملك بهذا الإسناد.
وقد صحَّ من هذا الخبر قولُ عليٍّ : يهلك فيَّ محبٌّ مُطرٍ، ومبغض مفترٍ، من طرق عديدة عنه، ومن ذلك:
ما أخرجه ابن أبي شيبة ١٢/ ٨٤، وأحمد بن حنبل في "فضائل الصحابة" (٩٥٢)، والبلاذري في "أنساب الأشراف" ٢/ ٣٦٢، وابن أبي عاصم في "السنة" (٩٨٣)، وعبد الله بن أحمد في "السنة" (١٣٣٨)، وابن الأعرابي في "معجمه" (١٥٤١) و (١٥٤٢)، والآجري في "الشريعة" (٢٠٣٣) و (٢٠٣٥)، وابنُ عساكر ٤٢/ ٢٩٧ من طريق أبي السَّوّار العدوي، عن علي بن أبي طالب، قال: لَيُحبّني قوم حتى يدخلوا بي النار في حبّي، وليبغضني قوم حتى يدخلوا النار في بُغضي. وإسناده صحيح.
وأخرج ابن أبي شيبة ١٢/ ٨٥، وأحمد في "فضائل الصحابة" (٩٦٤)، وعبد الله بن أحمد في "السنة" (١٣٣٩)، واللالكائي في "شرح أصول الاعتقاد" (٢٦٨٠) من طريق أبي مريم الحنفي، عن عليٍّ قال: يَهِلك فيّ رجلان: مُفرط في حبِّي، ومُفرط في بُغضي، وإسناده حسن. واللفظ المذكور لابن أبي شيبة ومن طريقه اللالكائي، وعند أحمد وابنه عبد الله بلفظ: يهلك فيَّ رجلان: مفرط غالٍ، ومُبغِض قال.=

<<  <  ج: ص:  >  >>