وأخرجه أحمد ٢٩/ (١٧٨٥٨) و (١٧٨٥٩) وابنه عبد الله ٣٧/ (٢٢٦٦٥)، وابن ماجه (٤٣٢٣) من طرق عن داود بن أبي هند، بهذا الإسناد - وهو عند أحمد في الموضع الأول وابن ماجه مختصر. وانظر ما بعده وما سيأتي برقم (٨٩٦٧). ولقصة ثواب تقديم الولد شاهدٌ من حديث أبي سعيد الخدري وأبي هريرة عند البخاري (١٢٤٩) و (١٢٥٠)، ومسلم (٢٦٣٣) و (٢٦٣٤). ويشهد لقصة الشفاعة حديث أبي أمامة عند أحمد ٣٦/ (٢٢٢١٥). وآخر من مرسل الحسن البصري سيأتي عند المصنف برقم (٥٨٢٦). وثالث بنحوه من حديث ابن أبي الجدعاء، وهو الحديث السابق عند المصنف. وأما القصة الأخيرة ففي معناها حديث زيد بن أرقم عند أحمد ٣٢/ (١٩٢٦٦) بلفظ: "إنَّ الرجل من أهل النار ليعظم للنار حتى يكون الضِّرس من أضراسه كأُحد"، وإسناده صحيح. وانظر تتمة شواهده بهذا المعنى عند حديث ابن عمر من "مسند أحمد" ٨/ (٤٨٠٠). وأما ما وقع في حديث الحارث بن أقيش هنا من لفظ "من أمتي" وأنه أحد زوايا النار، فلم يرد إلَّا في هذا الخبر، وقد يراد بالأمّة هنا - كما قال ابن خزيمة في "التوحيد" ٢/ ٧٤٤ - مَن قد بُعث النبي ﷺ إليهم فلم يجيبوا إلى ما دعاهم إليه من الإيمان، لا من أمته الذين أجابوه فآمنوا به، وارتكبوا بعض المعاصي. قوله: "لم يبلغوا الحِنث" أي: لم يبلغوا الحُلُم فتكتب عليهم الآثام، والحنث: الذَّنْب.