للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

٢٣٩ - أخبرنا أبو الفضل الحسن بن يعقوب العَدْل وأبو عمرو محمد بن جعفر الزاهد قالا: حدثنا إبراهيم بن علي، حدثنا يحيى بن يحيى، أخبرنا أبو معاوية، عن داود بن أبي هند، عن عبد الله بن قيس الأَسَدي، عن الحارث بن أُقَيْش قال: قال رسول الله : "ما من مُسلمَينِ يقدِّمانِ ثلاثةً لم يَبلُغوا الحِنْثَ، إلّا أدخَلَهما الله الجنةَ بفضلِ رحمتِه إياهما" قالوا: يا رسول الله، وذو الاثنين؟ قال: "وذو الاثنين".

وقال رسول الله : "إنَّ من أمَّتي مَن يَدخُل الجنةَ بشفاعته أكثرُ من مُضَرَ، وإنَّ من أمَّتي من سيُعظَّمُ للنار حتى يكونَ إحدى زواياها" (١).


(١) صحيح لغيره، وهذا إسناد محتمل للتحسين من أجل عبد الله بن قيس الأسدي، فقد ذكره ابن حبان في "ثقاته" ٥/ ٤٢ وذكر أنه هو الذي روى أيضًا عن ابن مسعود وعنه أبو حرب بن أبي الأسود، وأورد احتمالًا أن يكون هو أيضًا الذي روى عنه ابن عباس وعنه أبو إسحاق السبيعي! لكن لأبعاض هذا الحديث شواهد سيأتي ذكرها. أبو معاوية: هو محمد بن خازم الضرير.
وأخرجه أحمد ٢٩/ (١٧٨٥٨) و (١٧٨٥٩) وابنه عبد الله ٣٧/ (٢٢٦٦٥)، وابن ماجه (٤٣٢٣) من طرق عن داود بن أبي هند، بهذا الإسناد - وهو عند أحمد في الموضع الأول وابن ماجه مختصر.
وانظر ما بعده وما سيأتي برقم (٨٩٦٧).
ولقصة ثواب تقديم الولد شاهدٌ من حديث أبي سعيد الخدري وأبي هريرة عند البخاري (١٢٤٩) و (١٢٥٠)، ومسلم (٢٦٣٣) و (٢٦٣٤).
ويشهد لقصة الشفاعة حديث أبي أمامة عند أحمد ٣٦/ (٢٢٢١٥). وآخر من مرسل الحسن البصري سيأتي عند المصنف برقم (٥٨٢٦). وثالث بنحوه من حديث ابن أبي الجدعاء، وهو الحديث السابق عند المصنف.
وأما القصة الأخيرة ففي معناها حديث زيد بن أرقم عند أحمد ٣٢/ (١٩٢٦٦) بلفظ: "إنَّ الرجل من أهل النار ليعظم للنار حتى يكون الضِّرس من أضراسه كأُحد"، وإسناده صحيح. وانظر تتمة شواهده بهذا المعنى عند حديث ابن عمر من "مسند أحمد" ٨/ (٤٨٠٠).
وأما ما وقع في حديث الحارث بن أقيش هنا من لفظ "من أمتي" وأنه أحد زوايا النار، فلم يرد إلَّا في هذا الخبر، وقد يراد بالأمّة هنا - كما قال ابن خزيمة في "التوحيد" ٢/ ٧٤٤ - مَن قد بُعث النبي إليهم فلم يجيبوا إلى ما دعاهم إليه من الإيمان، لا من أمته الذين أجابوه فآمنوا به، وارتكبوا بعض المعاصي.
قوله: "لم يبلغوا الحِنث" أي: لم يبلغوا الحُلُم فتكتب عليهم الآثام، والحنث: الذَّنْب.

<<  <  ج: ص:  >  >>