للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

كما سجَّل لنا سماعَه بعدد من البلدان التي تقع إلى الغرب من نيسابور في الأقاليم الواقعة بين إقليم خُراسان وإقليم العراق، مما لم يظهر لنا تاريخُ دخوله إليها، وأغلب الظن أنه دخل تلك البلاد في سائر رحلاته إلى العراق والحجاز، إذ هي في طريق القوافل الآتية من البلدان الشرقية إلى العراق، والله أعلم.

ومن هذه البلدان: الدامَغَان، وهي بلدة من إقليم قُومَس (١)، سمع فيها من أبي العباس أحمد بن زياد الفقيه (٢).

ومنها: ساوَة، وهي بلدة بين الرَّيِّ وهَمَذان (٣)، وقد سمع فيها الحاكمُ من أبي عبد الله محمد بن عبد الله بن أحمد بن أميّة بن مُسلم القرشي (٤).

ومنها كذلك: الأهواز (٥)، وقد وقفنا على سماع للحاكم بالأهواز من أبي العباس أحمد بن زياد الفقيه في "المستدرك".

ولما وصل إلى مكةَ كان له فيها شيوخٌ صرّح بسماعه منهم فيها، أشهرهم أبو محمد عبد الله بن محمد بن إسحاق الخُزَاعي الفاكِهي، وأبو عبد الله محمَّد بن علي بن عبد الحميد الصَّنْعاني (٦)، وغيرهما من المقيمين بمكة أو الواردين إليها للحج، وهم كثيرون، يمكن معرفتهم من خلال استعراض أسانيده في "المستدرك".

ولم يذكر لنا الحاكم رحلةً إلى مصر والشام، مع أن عددًا من أقرانه الخُراسانيين قد رحلوا إليهما، فيذكر الدكتور محمود ميرة عدة أسباب لذلك مُحتَمَلة، منها:

أ - أن يكون الحاكمُ زَهِد فيهما.

ب - أو أن تكون قصة النسائيِّ وما لقيه من أهل دمشق عندما طلبوا منه أن


(١) "الأنساب" للسمعاني نسبة (الدامغاني). وقومس إقليم في جمهورية إيران في شرق طهران.
(٢) "المستدرك" (٢٣٧٨) و (٥٨٢٦).
(٣) "الأنساب" للسمعاني نسبة (الساوي).
(٤) "المستدرك" (٤٦١٣) و (٤٦٠٩).
(٥) وهي من مدن خُوزستان في أقصى الشمال الشرقي من الخليج العربيّ، وتقع الآن في إيران.
(٦) "المستدرك" (١) و (١٣١) و (٢٢٩) و (٢٨٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>