للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يخرجاه.

حدثنا الحاكم الفاضل أبو عبد الله محمد بن عبد الله الحافظُ إملاء غُرةَ ذي القعدة سنة اثنتين وأربع مئة:

٤٧٩١ - حدثنا أبو الحسين عبد الصمد بن علي بن مُكرم ابن أخي الحسن بن مُكرَم البَزّاز ببغداد، حدثنا مُسلم بن عيسى الصَّفّار العسكري، حدثنا عبد الله بن داود الخُرَيبي، حدثنا شهاب بن حَرْب عن الزُّهْري، عن سعيد بن المسيب، عن سعد بن مالك، قال: قال رسول الله : "ليلة أُسريَ بي أتاني جبريل بسَفَرجَلةٍ من الجنة، فأكلتُها، فعَلِقَتْ خديجة بفاطمة، فكنتُ إذا اشتقتُ إلى رائحة الجنةِ شَمَمْت رقبة فاطمة" (١).

هذا حديث غريب الإسناد والمتن، وشهابُ بن حَرْب مجهولٌ، والباقون من رواته ثِقات.


(١) خبر موضوع، فإن مسلم بن عيسى الصَّفّار متروك الحديث كما قال الدارقطني، وجزم الذهبي في "تلخيصه" بأنه هو من وضع هذا الحديث على الخُريبيِّ. قلنا: وشهاب بن حرب لا يُعرف إلا في هذا الحديث، فهو مجهول كما قال المصنف، ولم يُصِب إذ زعم أن باقي رواة هذا الحديث ثقات، لقول الدارقطني في مسلم بن عيسى الصَّفّار بأنه متروك.
وقد أورد ابن الجوزي في "الموضوعات" (٧٦٤ - ٧٧٠) طرق هذا الحديث عن جماعة من الصحابة، وأعلها جميعًا مبينًا أنه لا طريق منها إلا وفيها كذاب أو رجلٌ معروف بسرقة الحديث أو رجلٌ متروكٌ يُدخل عليه ما ليس من حديثه فلا يتنبه. وخلص إلى القول بأنَّ هذا حديث موضوع لا يشكُ المبتدئ في العلم في وضعه، قال: ولقد كان الذي وضعه أجهل الجُهّال بالنقل والتاريخ، فإنَّ فاطمة ولدت قبل النبوة بخمس سنين، وقد تلقفته منه جماعة أجهل منه فتعددت طرقه، وذِكْرُه الإسراء كان أشدَّ لفضيحته، فإنَّ الإسراء كان قبل الهجرة بسنة بعد موت خديجة ....
ونحوه قول الذهبي في "تلخيصه"، وقول الحافظ في "إتحاف المهرة" (٥٠٦٦)، وكذلك قال نحوه السيوطيُّ في "اللآلئ المصنوعة" إذ أورد طرقه أيضًا ١/ ٣٥٩ - ٣٦١.
وأخرجه ابن المغازلي في "مناقب عليّ" (٤٠٧) من طريق أبي علي الفارسي، عن عبد الصمد بن علي، بهذا الإسناد.

<<  <  ج: ص:  >  >>