للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

حدثنا عبد الله بن إدريسَ، عن أبيه، عن جدِّه عن جَعْدة بن هُبيرة، قال: سمعتُ رسولَ الله يقول: "خَيرُ الناسِ قَرْني، ثم الذين يَلُونهم، ثم الذين يَلُونَهم، ثم الذين يَلُونَهم، ثم الآخِرُونَ أَرْدَى" (١).


(١) صحيح لغيره، وهذا إسناد رجاله لا بأس بهم، لكن جَعْدة بن هُبيرة مختلف في صحبته، غير أنَّ له رُؤية، لأنه وَلَدُ هُبيرة بن أبي وهب الذي هرب عام فتح مكة إلى نجران ومات مشركًا، وفَرَّق الإسلام بينه وبين أم هانئ بنت أبي طالب أم جعدة، فلا شكَّ أنَّ جعدة ولد قبل أو قبيل فتح مكة، ولهذا قال الحافظ في "الإصابة" ١/ ٥٢٧: أما كونه له رؤية فحقٌّ، لأنه ولد في عهد النبي وهو ابن بنت عمه وخصوصية أم هانئ بالنبي شهيرة.
قلنا: وما وقع من تصريحه هنا بسماعه من النبي فوهمٌ بيقين، لأنَّ أحدًا من أصحاب أبي بكر بن أبي شَيْبة لم يذكر سماعه لهذا الخبر من النبي وفيهم حفّاظ كبار أكبر من راويه عنه هنا وأجلُّ، وكذلك رواه أبو نُعيم الفضل بن دُكَين عن داود بن يزيد الأودي - أخي إدريس بن يزيد ولد عبد الله بن إدريس - عن أبيه عن جَعْدة، فلم يذكر سماعه من النبي .
وقد اختلف في جَعْدة هذا اختلاف آخر، فذهب ابن عبد البر في "الاستيعاب"، وتبعه المزي في "تهذيب الكمال" ٤/ ٥٦٦، والعلائي في "جامع التحصيل" إلى أنَّ جعدة هذا هو ابن هُبيرة الأشجعي، وليس هو المخزومي ابن أم هانئ قال الحافظ ابن حجر في "الإصابة" ١/ ٤٨٣: لكن لم أرَ عند من أخرجه أنه قال: الأشجعي، نعم أخرجه ابن أبي شَيْبة وأحمد بن منيع وابن أبي عاصم والبغوي والباوردي وابن قانع والطبراني في ترجمة جعدة بن هُبيرة المخزومي، ووقع في "مصنف ابن أبي شيبة": جعدة بن هبيرة بن أبي وهب، وهذا هو المخزومي، فكأنَّ ابن عبد البر وهم في جَعْلِه غيره. قلنا: كذلك نسب الحافظ إلى ابن أبي شَيْبة أنه سماه في "مصنفه": جَعْدة بن هبيرة بن أبي وهب وسبق الحافظَ إلى ذلك مُغَلطاي في "إكمال تهذيب الكمال"، مع أنه، ليس في شيء من نسخ "المصنف" الحاضرة حسب ما في طبعة عوامة وطبعة اللحيدان والجمعة بن أبي وهب، فلعلَّ ذلك من زيادة بعض النُسَّاخ في بعض النسخ والله أعلم، فيبقى إيراد أولئك الذين صنَّفوا في الصحابة لهذا الحديث في ترجمة جَعْدة المخزومي، ويُضاف إليهم قول أبي حاتم الرازي في "المراسيل" لابنه بعد أن ذكر أبو حاتم هذا الحديث: جعدة بن هُبيرة تابعي وهو ابن أخت علي بن أبي طالب.
هذا وقد نفى الحاكم في "تاريخ نيسابور" رؤيته للنبي كما في "إكمال تهذيب الكمال" لمُغلطاي ٣/ ١٩٧، وهذا عجيبٌ مع إثباته صحبته هنا في "المستدرك"! =

<<  <  ج: ص:  >  >>