للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

أحدُهما لِصاحبِه وهما شَيخانِ كبيرانِ: لا أبا لكَ، ما نَنتظِرُ؟! فوالله ما بقي لواحدٍ منا مِن عُمُره إِلَّا ظِمْءُ [حِمارٍ] (١)، إنما نحن هامَةُ اليومِ (٢)، ألَا نأخذُ أسيافَنا ثم نلحقُ برسولِ الله .

فدخلا في المسلمين ولا يعلمون بهما، فأما ثابتُ بن وَقْش، فقتله المشركون، وأما أبو حذيفةَ، فاختلَفَتْ عليه أسيافُ المسلمين فقتلوه ولا يَعرِفونه، فقال حذيفةُ: أَبي أَبي، فقالوا: واللهِ إِنْ عَرَفْناه، وصَدَقوا، فقال حذيفةُ: يغفرُ الله لكم وهو أرحمُ الراحمين، فأراد رسولُ الله أن يَدِيَه، فتصدَّق به حذيفةُ على المسلمين، فزادَه ذلك عندَ رسول الله (٣).

هذا حديث صحيح على شرط مسلم، ولم يُخرجاه.


(١) زيادة من "تلخيص المستدرك" للذهبي، وقد ثبتت هذه اللفظة في رواية يونس بن بكير عن ابن إسحاق عند ابن الأثير في "أسد الغابة" ١/ ٤٩٣، وكذا هي في رواية زياد البكّائي عنه كما في "سيرة ابن هشام" ٢/ ٨٧، ورواية سلمة بن الفضل عنه عند الطبري في "تاريخه" ٢/ ٥٣٠، ورواية محمد بن سلمة عند أبي نعيم في "معرفة الصحابة" (٢٢٩٨).
والظَّمْءُ: ما بين الشَّرْبتَين والوِرْدَين، وهو كناية عن الشيء اليسير، وإنما خصَّ الحمار لأنَّهُ أقلُّ الدوابّ صبرًا عن الماء.
(٢) في نسخنا الخطية: هامة القوم، والمثبت من "تلخيص المستدرك" هو الموافق لسائر الروايات عن ابن إسحاق، وهو المناسب في المعنى في هذا السياق، ومعنى هامة اليوم: أنه مُشْفٍ على الموت، وأصله من قول الجاهلية: إنَّ الميت إذا مات خرج من رأسه طائرٌ يسمّى الهامة. ولا معنى لقوله هنا: هامة القوم، لأنَّ هامة القوم رئيسهم.
(٣) إسناده حسن من أجل محمد بن إسحاق.
وأخرجه أحمد ٣٩/ (٢٣٦٣٩) عن يحيى بن زكريا بن أبي زائدة، عن محمد بن إسحاق، به.
مختصرًا بقصة قتل المسلمين لليمان إلى آخرها.
وسيأتي عند المصنّف برقم (٥٧٢٢) عن عروة مرسلًا: أنَّ النَّبِيّ أمر باليمان فُودِيَ. ولم يذكر تصدُّقَ حذيفة بدِيَته. وانظر بيان هذا الإشكال هناك.

<<  <  ج: ص:  >  >>