للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

لَهِيعة، حدثني أبو الأسود، عن عُروة بن الزُّبَير، قال: كان مع رسول الله يومَ بدرٍ فَرَسان، أحدُهما لِمَرثدِ بن أبي مَرثد، والآخرُ للزُّبير (١).

٥٠٤٧ - حَدَّثَنَا أبو العباس محمد بن يعقوب، حَدَّثَنَا أحمد بن عبد الجبار، حَدَّثَنَا يونس بن بُكَير، عن محمد بن إسحاق، حدثني عاصم بن عمر بن قَتَادة، أنَّ ناسًا من عَضَلٍ والقَارَةِ - وهما حيّان من جَدِيلة - أتَوا النَّبِيَّ بعد أُحدٍ، فقالوا: إِنَّ بأرضنا إسلامًا، فابعث معنا نفَرًا من أصحابك يُقرئون القرآن ويفقِّهونا في الإسلام، فبعثَ رسولُ الله معهم سنةَ نَفَرٍ، منهم مَرثَد بن أبي مَرثَد حليفُ حمزةَ بن عبد المُطّلب، وهو أميرُهم، وخالد بن البُكَير اللَّيثي حليفُ بني عَدِيٍّ، وعبد الله بن طارق الظَّفَري، وزيد بن الدَّثِنَة، وخُبيب بن عَدِيٍّ، وعاصم بن ثابت ابن الأَقْلَح، فخرجُوا وأميرُهم مَرثَدُ بن أبي مَرثَد، حتَّى إذا كانوا بالرَّجِيع أتتهم هُذَيلٌ، فلم يَرُعِ القومَ في رحالِهم إلَّا الرجالُ في أيديهم السيوفُ قد غَشُوهم بها، فأخذ القومُ أسيافَهم ليُقاتِلُوهم، فقالوا: اللهم ما نريد قَتْلَكم، ولكنا نريد أن نُصيبَ من أهل مكة، فلكم عهدُ الله ومِيثاقُه، فأما عاصمٌ ومَرَثَدٌ وخالدٌ فقاتَلُوا حتَّى قُتِلوا، وقالوا: والله


(١) رجاله لا بأس بهم كما تقدم بيانه برقم (٤٣٧٨) غير أنه مرسلٌ، وقد وافق عروةَ بنَ الزبير عليه يزيدُ بنُ رُومان عند ابن سعد في "طبقاته الكبرى" ٢/ ٢١، وزاد في رواية: وفرس عليه المقداد بن عمرو.
وكذلك قال الواقدي في "مغازيه" ١/ ٢٧ نقلًا عن شيوخه. ثم قال: لا اختلاف عندنا أنَّ المقداد له فرسٌ. وسيأتي عن الواقدي برقم (٥٠٤٨) تسمية فرس مرثد يوم بدر بالسَّبَل.
لكن تقدَّم عن ابن عباس عن علي بن أبي طالب برقم (٢٥٣٨) و (٤٣٤٤)، وسيأتي برقم (٥٦٥١) ذكر فرسَي المقداد والزبير دون فرس مرثد غير أنه ضعيف عن عليٍّ لانقطاعه، ولورود ما يخالفه من وجه آخر عنه بإسناد صحيح: أنه لم يكن فيهم فارسٌ يومَ بدر غير المقداد.
وأما ابن إسحاق فذكر أنَّ مرثد بن أبي مرثد كان يَعتقِب هو وعليٌّ ورسولُ الله على بعيرٍ، كذا قال كما في "سيرة ابن هشام" ١/ ٦١٢. وهو قول الزهري وموسى بن عقبة كما في "دلائل النبوة" للبيهقي ٣/ ١٠١ - ١٠٦، فالله تعالى أعلم.

<<  <  ج: ص:  >  >>