(٢) إسناده حسن من أجل معاذ بن رفاعة ورفاعة بن يحيى، فهما صدوقان، وقد رُوي معناه فيما تقدم عند المصنف برقم (٩١٤) بإسناد صحيح لكن ليس فيه ذكر العطاس، إنما فيه أنَّ هذا الذكر كان بعد رفع النبي ﷺ ورأسه من الركوع وقوله: "سمع الله لمن حمده". قال ابن حجر في "فتح الباري" ٣/ ٤٣٢: لا تعارُضَ بينهما، بل يُحمل على أن عطاسه وقع عند رفع رأس رسول الله ﷺ. قلنا: وقد وقع في إسناد الحديث عند المصنّف هنا وهمٌ يجعل الحديث من مسند رافع بن مالك كما نبَّه عليه ابن حجر في "إتحاف المهرة" (٤٥٧١)، لأنَّ أبا داود والترمذي والنسائي قد رووه عن قتيبة بن سعيد، فاتفقوا على أنَّه عن معاذ بن رفاعة عن أبيه رفاعة بن رافع، فالقصة لرفاعة بن رافع وليس لأبيه رافع بن مالك. وممّا يؤيد أنه من رواية رفاعة بن رافع لا من رواية أبيه، الروايةُ المتقدمةُ عند المصنف برقم (٩١٤)، حيث رواه مالك بن أنس، عن نُعيمٍ المُجمِر، عن علي بن يحيى بن خَلَّاد الزُّرَقي، عن أبيه، عن رفاعة بن رافع الزُّرَقي بمعناه. وأخرجه أبو داود (٧٧٣)، والترمذي (٤٠٤)، والنسائي (١٠٠٥) عن قتيبة بن سعيد بهذا الإسناد. وقرن أبو داود بقتيبة سعيد بن عبد الجبار، وقال الترمذي: حديث حسنٌ. ويشهد للرواية التي هنا بذكر العُطاس حديثُ عامر بن ربيعة عند أبي داود (٧٧٤)، بإسناد فيه ضعفٌ. (٣) إسناده حسن كسابقه. والظاهر أنَّ أحمد بن سَلَمة - وهو النيسابوري الحافظُ، سمعه من =