وقوله: أسندوه إليه، معناه: رفعُوه إليه وأوكلوه به ثقةً منهم به. وصدَرُوا عن رأيه: فعلوا ما يأمرهم به ونفَّذوا ما يُشير به عليهم. (١) في (ص): بعردي، وهو تحريف. (٢) وأخرجه ابن سعد ٧/ ٣٨٩، ومن طريقه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" ١١/ ٤٦٢ عن علي بن المتوكّل، وابن عساكر ٢٥/ ٤٩١ من طريق محمد بن أبي أسامة، كلاهما عن ضَمْرة بن ربيعة، عن عثمان بن عطاء، عن أبيه، وقالا: قُصير خالد، مصغرًا، بدل قصر خالد، وهو المعروف في اسم البُقعة أنه بالتصغير كما سيأتي، وقد سمّيا شيخ ضمرة عثمان بن عطاء بدل يعقوب بن عطاء، وهذا هو الصحيح، فإنَّ المعروف أن ضمرة بن ربيعة يروي عن عثمان بن عطاء بن أبي مسلم الخُراساني، ولا يروي عن يعقوب بن عطاء بن أبي رباح، وضمرة وعثمان بن عطاء نزلا فلسطين. وأخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (١٨٢٥)، وأبو زرعة الدمشقي في "تاريخه" ص ٢١٨ - ٢١٩ - ومن طريقه ابن عساكر ٥٨/ ٤٥٧ - من طريق عبد الرحمن بن إبراهيم الملقب بدُحَيم، عن ضمرة بن ربيعة من قوله لم يجاوزه، قال: توفي معاذ بن جبل بقُصير خالد من أرض الأردن. وقُصير خالد هذا سُمِّي هنا في رواية عطاء بن أبي مسلم الخراساني هكذا قصير خالد، وسمّاه ياقوت الحموي في "معجم البلدان" وغيرُه: قُصير مُعين الدين، وبعضهم يقول: القُصير المُعيني، منسوبًا، وكأنه تغيّر اسمُه بعد ذلك من قصير خالد إلى قصير معين الدين، والله أعلم. ويؤيده قول أبي الفداء الملك المؤيد صاحب حماة في كتابه "المختصر في أخبار البشر" ٣/ ٢٢، حيث قال في أحداث سنة أربع وأربعين وخمس مئة: وفيها توفي مُعين الدين أُنُر صاحب دمشق، وإليه ينسب قصير مُعين الدين الذي في الغور. قلنا: يعني غورَ الأردن، وهذه المنطقة المذكورة تسمى الآن بالشُّونة الشَّمالية.