للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

المغربَ والعِشاءَ الآخرة جميعًا، حتى إذا طَلَع الفجرُ صلَّى الصبحَ، ثم وَقَف بالمزدَلِفة عند المَشْعَر الحَرام، ثم دَفَعَ ودَفَع الناسُ معه يُمسك برأس بعيره، وجعل يقولُ: "أيها الناسُ، عليكم السَّكينةَ"، حتى إذا بلغ مُحسِّرًا أَوضَعَ شيئًا، وجعل يقول: "عليكم بحَصى الخَذْف" (١).


(١) إسناده صحيح. أبو إسماعيل محمد بن إسماعيل: هو ابن يوسف الترمذي، وأبو بكر: هو عبد الحميد بن أبي أويس، ويحيى بن سعيد: هو الأنصاري، وأبو الزبير: هو محمد بن مسلم بن تدرسُ المكي.
لكن ما وقع هنا من إرداف النبي للفضل يوم عرفة، فغريبٌ، لأنَّ المستفيض كما قال البخاري في "تاريخه الأوسط" ٣/ ٢٠١ عن ابن عباس أنَّ النبي أردف أسامة من عرفة إلى جَمْع، وكذلك قال أسامة: أردفني رسولُ الله فقلتُ: الصلاةَ، فقال: "الصلاةُ أمامك" ثم أردف الفضل من جمع إلى منى، ثم أسنده البخاري عن ابن عباس: أنَّ أسامة كان رَدِفَ النبي من عرفة إلى المزدلفة، ثم أردف الفضلَ من المزدلفة إلى منى. قلنا: إلّا أن يكون الفضل ردف النبيَّ أولًا أثناء النهار لدى رؤية أبيه العباس له وهو كذلك، ثم انصرف العباس، وبعدها نزل الفضل عن ناقة رسول الله وردِفَه أسامة لدى نفيره إلى مزدلفة عند حلول المساء، وكان الفضل ملازمًا لهما وهما راكبان، فاطَّلع الفضل على تفاصيل فعله ، والله أعلم.
وأخرجه البيهقي ٥/ ١٢٦ عن أبي عبد الله الحاكم، بهذا الإسناد.
وأخرجه أبو طاهر السِّلَفي في "المشيخة البغدادية" (٥٠) من طريق أحمد بن محمد بن شيبة البزار، عن رجاء بن مُرجّا النيسابوري، عن أيوب بن سليمان، به مختصرًا بذكر الجمع بين الصلاتين في المزدلفة.
وأخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (٣٧١)، والبزار (٢١٦٣)، والطبراني في "الكبير" ١٨/ (٦٩٠) من طرق عن إسماعيل بن أبي أويس، عن أخيه أبي بكر، به. وقال أبو موسى المديني: هذا حديث صحيح. قلنا: سقط في رواية البزار ذكر العباس بن عبد المطلب بين عبد الله بن العباس وأخيه الفضل، وهو وهمٌ في رواية إسماعيل بن أبي أويس، على أنَّ عبد الله بن عباس قد سمع من أخيه هذا الخبر، لكنه بهذا السياق من رواية العباس عن ابنه الفضل.
أما حديث عبد الله بن عباس عن أخيه، فقد أخرجه أحمد ٣/ (١٧٩٤) و (١٨٢١)، ومسلم (١٢٨٢)، والنسائي (٤٠٥٠) من طريق ابن جُريج، وأحمد (١٧٩٦)، ومسلم (١٢٨٢)، والنسائي =

<<  <  ج: ص:  >  >>