للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

نَوفَل بن أبي عَقْربٍ، قال: خرج الحارثُ بن هشام من مكة، فجَزعَ أهلُ مكة جزعًا شديدًا، ولم يَبْقَ أحدٌ إِلَّا خرج يُشيِّعه، حتى إذا كان بأعلى صُوَى (١) البطحاء، أو حيثُ شاء الله من ذلك، وقف ووقف الناسُ حولَه يبكون، فلما رأى جزعَ الناسِ، قال: يا أيُّها الناسُ، ما خرجتُ رغبةً بنفسي عن أنفُسِكم، ولا اختيارَ بلدٍ على بلدِكم، ولكن هذا الأمرَ قد كان خرج فيه رجالٌ من قريش، والله ما كانوا من ذوي أنسابِها، ولكن من بُيوتاتِها (٢)، فأصبحتُ واللهِ لو أنَّ جِبالَ مكةَ ذهبًا فأَنفقْنا (٣) في سبيل الله، ما أدرَكْنا من أيامِهم، وايْمُ اللهِ لئن بايَنُونا في الدنيا، لَنلْتمِسُ أن تُشارِكَهم في الأَجْر، فاتقى الله امرؤٌ خَرَج غازيًا (٤) إلى الشام، فأُصيبَ شهيدًا (٥).

٥٢٩٤ - حدثنا أبو عمر محمد بن عبد الواحد الزاهد صاحب ثَعلَب، حدثنا الحسن بن عُلَيل (٦) العَنَزي، حدثنا مصعب بن عبد الله الزُّبيري، عن أبيه، قال: كان الحارثُ بنُ هشامٍ ممَّن شهد بدرًا مع المشركين، فانهزم فيمن انْهزَم، فعيَّره حسانُ بن ثابت، فقال:


(١) الصُّوى: جمع صُوَّة، وهو ما غَلُظ وارتفع من الأرض، ولم يبلغ أن يكون جبلًا.
(٢) رسمت العبارة في (ز) و (ص): ولكن من ـمر باها، وكذلك في (م) لكن جاء فيها: مر ـمر باها، ولم نتبين وجهها، والغالب أنها تحرَّفت عما أثبتناه من "الجهاد" لابن المبارك (١٠١)، ومن طريقه رواه غيره كذلك، لكن جاء عندهم: ولا من بيوتاتها، بالنفي، والمثبت من نسخنا الخطية معناه حسنٌ، كأنه يقول: ليسوا من ذوي أنسابها، لكنهم من أحلافهم ومواليهم ممّن يُساكنهم مكة، والله تعالى أعلم.
(٣) في (ص) و (م): فأُنفقت، والمثبت من (ز) و (ب).
(٤) في (ز): غاديًا، بالدال المهملة بدل الزاي.
(٥) رجاله ثقات، لكنه مرسلٌ، فإنَّ أبا نوفل بن أبي عقرب لم يدرك الحارث بن هشام.
وهو عند ابن المبارك في "الجهاد" (١٠١)، ومن طريقه أخرجه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" ١١/ ٤٩٩.
(٦) في المطبوع: عليّ وقال ابن نقطة في "إكمال الإكمال": اسمه عليُّ ولقبه عُليل. وسقط اسم والد الحسن من (ص) و (م)، ففي (ص) قال: الحسن العَنَزي، وفي (م): الحسن بن العَنَزي.

<<  <  ج: ص:  >  >>