للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

شُريح، أخبرني أبو صخر، أنَّ سعيد المقبُري أخبره، أنه سمع أبا هريرة يقول: إنه سمع رسول الله يقول: "مَن دَخَلَ مسجدَنا هذا ليتعلَّمَ خيرًا أو يُعلِّمَه، كان كالمجاهدِ في سبيلِ الله، ومَن دَخَلَه لغير ذلك، كان كالنَّاظرِ إلى ما ليسَ له" (١).

هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، فقد احتجَّا بجميع رواته (٢) ثم لم يُخرجاه، ولا أعلمُ له علَّةً!

بل له شاهد ثالث على شرطهما جميعًا:

٣١٥ - أخبرنا أبو الحسين محمد بن أحمد بن تميم القَنطَري ببغداد، حدثنا أبو قِلَابة، حدثنا أبو عاصم، عن ثَوْر بن يزيد، عن خالد بن مَعْدان، عن أبي أُمامة قال: قال رسول الله : "مَن غَدَا إلى المسجد لا يريدُ إلّا ليتعلَّمَ خيرًا أو يُعلِّمَه، كان له أجرُ معتمرٍ تامِّ العُمْرة، ومَن راحَ إلى المسجد لا يريدُ إلَّا ليتعلَّمَ خيرًا أو يُعلِّمَه، فله أجرُ حاجٍّ تامِّ الحَجَّة" (٣).

قد احتَجَّ البخاريُّ بثَوْر بن يزيد في الأصول، وخرَّجه مسلم في الشواهد (٤)، فأما ثور بن زَيْد الدِّيلي فإنه متَّفَق عليه.


(١) ضعيف كسابقه.
وأخرجه أحمد ١٦/ (١٠٨١٤)، وابن حبان (٨٧) من طريق عبد الله بن يزيد المقرئ، بهذا الإسناد.
(٢) أبو صخر حميد بن زياد لم يحتجَّ به البخاري، وهو من أفراد مسلم.
(٣) إسناده حسن من أجل أبي الحسين القنطري، وأبي قلابة: وهو عبد الملك بن محمد الرّقَاشي. وأبو عاصم: هو الضحاك بن مخلد النبيل، وأبو أمامة: هو صُدَيّ بن عجلان.
وأخرجه البيهقي في "المدخل إلى السنن الكبرى" (٣٧٠) عن أبي عبد الله الحاكم، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" (٧٤٧٣)، و"مسند الشاميين" (٤٢٣)، وأبو نعيم في "الحلية" ٦/ ٩٧ من طريق هشام بن عمار، عن محمد بن شعيب، عن ثور بن يزيد، به - بلفظ: "من غدا إلى المسجد لا يريد إلّا أن يتعلم خيرًا أو يعلّمه، كان له كأجر حاجٍّ تامٍّ حجُّه". قال الحافظ العراقي في تخريجه على "إحياء علوم الدين": إسناده جيّد.
(٤) كذا قال، وهو ذهولٌ منه، فإنَّ مسلمًا لم يرو عنه شيئًا في "صحيحه".

<<  <  ج: ص:  >  >>