(١) المرفوع في آخره حسن لغيره، وهذا إسناد فيه لِينٌ من أجل شهر بن حوشب، لكن روى عنه هذه القصة عبدُ الحميد بنُ بَهْرام عند أحمد ٣ / (٢١٧٢٤)، وروايتهُ عنه قويةٌ عند بعض أهل العلم، ولعلَّه لذلك جوَّد إسنادَه الذهبي في "تلخيصه". وقد جاء في روايةٍ أخرى من طريق قتادة بعض عن شهر بن حوشب مرسلًا في قصة أبي ذرٍّ عند أحمد في "الزهد" (٧٩٨) ما يُفسِّر قوله هذا من تسيير أبي ذرٍّ إلى الرَّبَذة أنه كان باختيار أبي ذرٍّ وطلبه هو بعد أن عرضَ عليه عثمان بن عفان أن يقيم في المدينة، حيث قال له عثمان: يا أبا ذرٍّ، أقم عندنا، تغدو عليكم اللقاح وتروح، فقال: لا حاجة لي فيها، وقال: إنَّ الرَّبذة كانت لي منزلًا فائذن لي أن آتيها، فأذِن له. ويشهد لذلك حديثُ زيد بن وهب عند البخاري (١٤٠٦)، قال: مررتُ بالرَّبذة، فإذا بأبي ذرٍّ، فقلت له: ما أنزلك منزلك هذا؟ قال: كنت بالشام، فذكر قصته مع معاوية في اختلافهما في كنز الذهب والفضة، وأنَّ معاوية شكاه لعثمان فاستقدمه عثمان إلى المدينة، قال أبو ذرٍّ: فكثر عليَّ الناسُ، حتَّى كأنهم لم يروني قبل ذلك، فذكرت ذاك لعثمان، فقال لي: إن شئت تنحّيتَ، فكنتَ قريبًا، فذاك الذي أنزلني هذا المنزل. وحديثُ عبد الله بن الصامت عند ابن سعد ٤/ ٢١٨، وابن شَبَّة في "تاريخ المدينة" ٣/ ١٠٣٥، وأبي عوانة في "صحيحه" (١١٤٦٧ - طبعة الجامعة الإسلامية)، وابن حبان (٥٩٦٤)؛ في قصة دخول أبي ذرٍّ على عثمان لما قدم من الشام. وفيه: أنه استأذنه إلى الرَّبذة، فأذن له، بل قال له عثمان: نأذن لك ونأمر لك بنَعَمٍ من نَعَم الصدقة، فتصيبُ من رِسْلِها. والرُّسل: اللبن. =