كتاب المستدرك على الصحيحين - ط الرسالة

كتاب معرفة الصحابة ﵃ - محنة أبي ذر ﵁ - ج: 6 - ص: 487

والحديث المفسَّر في هذا الباب حديثُ الأعمش عن أبي وائل عن حَلّام بن جَزْلٍ (١) الغِفاري، تَركتُه لألفاظٍ فيه، ولِطُوله أيضًا، واقتصرتُ على الإسنادَين الصحيحَين.

٥٥٥٨ - أخبرنا أحمد بن يعقوب الثَّقفي، حَدَّثَنَا موسى بن زكريا، حَدَّثَنَا خليفة بن خيّاط، قال: مات أبو ذرٍّ بالرَّبَذة سنة اثنتين وثلاثين، وصلَّى عليه عبد الله بن مَسعُود، وفيها أيضًا مات عبد الله بن مسعود (٢).

وصلاة عبد الله بن مسعود عليه لا تَبعُد، فقد رُويَ بإسنادٍ آخرَ أنه كان في الرَّهْط من أهل الكوفة الذين وَقَفُوا للصلاةِ عليه (٣)

٥٥٥٩ - أخبرنا أبو جعفر محمد بن محمد بن عبد الله، حَدَّثَنَا إسماعيل بن إسحاق القاضي، حَدَّثَنَا علي بن عبد الله المَديني، حَدَّثَنَا يحيى بن سُلَيم الطائفي، حَدَّثَنَا عبد الله بن عثمان بن خُثَيم، عن مُجاهِد، عن إبراهيمَ بن الأشْتَر، عن أبيه، عن أمِّ ذرٍّ، قالت: لما حَضَرت أبا ذرٍّ الوفاةُ بَكيتُ، فقال لي: ما يُبكيكِ؟ فقلت: وما لي لا أبكي وأنت تموتُ بفَلاةٍ من الأرض، وليس عِندي ثوبٌ يَسَعُك كَفَنًا لي، ولا لكَ، ولا يَدَينِ لي بتغييبِك، قال: فأبشِري ولا تبكي، فإني سمعتُ رسول الله ﷺ يقول: "لا يموتُ بين امرأَينِ مُسلِمَين ولدان أو ثلاثةٌ فيحتَسِبانِ فيَرَيانِ النارَ أبدًا".

وإني سمعتُ رسول الله ﷺ يقول لنَفَرٍ أنا فيهم: "لَيمُوتَنَّ رجل منكم بفَلاةٍ من الأرض تَشْهَدُه عِصابةٌ من المؤمنين"، وليس من أولئك النفرِ أحدٌ إلا وقد مات في قريةٍ وجماعةٍ، فأنا ذلك الرجلُ، واللهِ ما كَذَبتُ ولا كُذِبتُ، فأَبصِري الطريقَ، فقلت:

---

(١) تحرَّف في (ب) إلى: حرام بن جندل. والظاهر أنَّ المصنّف أراد الحديث الذي سيُخرِّجُ بعضَه برقم (٨٦٨٨).
(٢) وهو في "الطبقات" لخليفة بن خيّاط ص ٣١ - ٣٢، ومن طريقه أخرجه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" ٦٦/ ٢٢٢.
(٣) كما تقدَّم عند المصنّف برقم (٤٤٢١)، وإسناده ضعيف. وانظر ما تقدَّم برقم (٥٥٤١).