للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٥٥٧٢ - أخبرنا الشيخ الإمام أبو بكر بن إسحاق، أخبرنا إسماعيل بن قُتيبة، حَدَّثَنَا محمد بن عبد الله بن نُمير، قال: المِقدادُ بن الأسود، ويُكنى أبا مَعْبَد، مات سنة ثلاثين، بلغ نحوًا من سبعين سنةً، وكان يُصفِّر لِحْيتَه، مات بالجُرْفِ، فحُمِل على رِقاب الرِّجال، وصلَّى عليه عثمانُ بن عفّان ، ودُفِن بالبقيع (١).

٥٥٧٣ - حَدَّثَنَا أبو عبد الله الأصبهَاني، حَدَّثَنَا الحَسن بن الجَهْم، حَدَّثَنَا الحُسين بن الفَرَج، حَدَّثَنَا محمد بن عُمر، قال: المِقداد بن عَمرو بن ثَعْلبة بن مالك بن رَبيعة، وذَكَر إلى قُضَاعةَ، كان يُكنى أبا مَعْبَد، وكان حالَفَ الأسودَ بن عبد يَغُوث الزُّهْرِيّ في الجاهلية، فتبنّاه، وكان يقال له: المِقداد بن الأسوَد، فلما نزل القرآن ﴿ادْعُوهُمْ لِآبَائِهِمْ﴾ [الأحزاب: ٥] قيل له: المِقداد بن عَمرو.


= أنَّ عمرو بن ثعلبة البَهْراني أبا المقداد صاحبَ رسول الله أصاب دمًا في قومه، فلحق بحضرموت وتزوج امرأة من الصَّدَف من بطن يقال لهم: بنو شكل … فولدت له المقداد، فجرى بين إخوته لأمّه وبين أبي شمر حجر بن مُرّة - وكان قَيلًا من أقيال حضرموت يقال له: الأذمري - كلامٌ، فشدّ المقداد على أبي شمر فضربه بالسيف على رجله فعَرِج، وهرب المقداد إلى مكة، وغنم أبو شمر وأصحابه أصحاب المقداد … فدخل المقداد مكة فنظر إلى رجل يطوف بالبيت متقلدًا سيفين … فسأل عنه، فقيل: هذا الأسود بن عبد يغوث بن عبد مناف بن زُهْرة، فأتاه المقداد وأخبره وسأل أن يحالفه وأن يُجيره، ففعل الأسودُ.
وقولُ ابن الكلبي هذا يخالف رواية ابن لَهِيعة الذي جعل المقداد هو من أصاب دمًا في قومه لا أباه، فالله تعالى أعلم.
(١) كذلك جاء في نسخنا من "المستدرك" عن ابن نمير ذكر وفاة المقداد سنة ثلاثين، وجاء في "تاريخ العلماء ووفياتهم" لابن زَبْر الرَّبَعي ١/ ١٢٢ انَّ المقداد مات سنة ثلاث وثلاثين، والرَّبَعي يروي أخبار ابن نمير من طريقين كما بيَّنه في فاتحة كتابه، وهما: طريق محمد بن عبد الله بن سليمان الحضرمي، وطريق محمد بن إسماعيل الترمذي، كلاهما عن ابن نمير. فربما تكون لفظة "ثلاث" سقطت على بعض النُّساخ قديمًا.
والجُرْف: موضع كان يقع شمال المدينة، وهو الآن حيٌّ من أحيائها متصلٌّ بها، فيه زراعة وسُكّان.

<<  <  ج: ص:  >  >>