للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

يا رسول الله، أكتبُ ما أسمَعُ منك؟ قال: "نعم" قلت: عند الغضب وعند الرِّضا؟ قال: "نَعَم، إنه لا يَنبَغي لي أن أقولَ إلّا حقًّا" (١).

فليَعلَمْ طالبُ هذا العلم أنَّ أحدًا لم يتكلَّم قَطُّ في عمرو بن شعيب (٢)، وإنما تكلَّم مسلم في سماع شعيب من عبد الله بن عمرو، فإذا جاء الحديث عن عمرو بن شعيب عن مجاهد عن عبد الله بن عمرو، فإنه صحيح، على أني إنما ذكرتُه شاهدًا لحديث عبد الواحد بن قيس.

وقد رُوِيَ هذا الحديث بعَيْنه عن يوسف بن ماهَكَ:

٣٦٤ - أخبرنا أبو عمرو عثمان بن أحمد بن السَّمّاك ببغداد، حدثنا عبد الرحمن بن محمد بن منصور الحارِثي، حدثنا يحيى بن سعيد.

وحدثنا أبو بكر بن إسحاق الفقيه - واللفظ له - حدثنا أبو المثنَّى، حدثنا مُسدَّد، حدثنا يحيى، عن عبيد الله بن الأخنَس، عن الوليد بن عبد الله، عن يوسف بن ماهَك، عن عبد الله بن عمرو قال: كنت أكتبُ كلَّ شيءٍ أسمعُه من رسول الله وأريدُ حِفظَه، فنَهَتْني قريش وقالوا: تكتبُ كلَّ شيءٍ تسمعُه من رسول الله ، ورسولُ الله بشرٌ يتكلَّم في الرِّضا والغضب؟! قال: فأمسكتُ، فذَكَرتُ ذلك لرسول الله فقال: "اكتُبْ، فوالَّذي نفسي بيده ما خَرَج منه إلّا حقٌّ"، وأشار بيده إلى فيهِ (٣).


(١) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل عمرو بن شعيب، فهو صدوق حسن الحديث.
وأخرجه البيهقي في "المدخل إلى السنن الكبرى" (٧٥٤)، ومن طريقه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" ٣١/ ٢٥٩ عن أبي عبد الله الحاكم، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن عدي في "الكامل" ٤/ ٣١٨، وأبو طاهر المخلِّص في "المخلصيات" (٦٩٢)، والخطيب البغدادي في "تقييد العلم" ص ٧٩ من طريقين عن عبد الله بن وهب، به.
وسيأتي برقم (٦٣٧٦) من طريق محمد بن إسحاق عن عمرو بن شعيب وحده عن أبيه عن جده.
(٢) بل تكلَّم فيه غير واحد كيحيى القطان ويحيى بن معين وليَّنوا حديثه، راجع ترجمته في "تهذيب الكمال".
(٣) إسناده صحيح. يحيى: هو ابن سعيد القطّان، وأبو المثنى: هو معاذ بن المثنى بن معاذ. =

<<  <  ج: ص:  >  >>