للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

فجعلتُ إذا أردتُ أن أصعَدَ خَرَرتُ على اسْتِي، قال: حتى فعلت ذلك مِرارًا، قال: ثم انطلَقَ حتى أتى بي عمودًا رأسه في السماء وأسفلُه في الأرض، في أعلاه حَلْقةٌ، فقال لي: اصعَدْ فوقَ هذا قال: قلتُ: كيف أصعَدُ ورأسُه في السماء؟ قال: فأخذَ بيَدِي فزَجَل بي، فإذا أنا مُتعلِّقٌ بالحَلْقةِ [قال: ثم ضَرَب العمود فخَرَّ، قال: وبقيتُ متعلِّقًا بالحَلْقة] (١) حتى أصبحتُ، فأتيت النبيَّ فقصَصْتُها عليه، فقال: "أما الطُّرُق التي رأيتَ عن يسارِك، فهي طُرُق أهل الشِّمال، وأما الطُّرُقُ التي عن يَمينِك فهي [طُرق أهل اليَمين، وأما الجَبَل فهو مَنزلُ الشهداء، ولن تَنالَه، وأما العَمُود فهو عَمُودُ الإسلام، وأما العُرْوة، فهي] عُرْوةُ الإسلام، فلن تزالَ مُتمسِّكًا بها حتى تَموتَ" (٢).

هذا حديث صحيح على شرط الشيخين.

٥٨٦٥ - حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب، حدثنا محمد بن عوف بن سفيان،


(١) ما بين المعقوفين في الموضعين سقط من النسخ الخطية، وهو ثابت في رواية مسلم وابن حبان وسياقهما كسياق المصنف.
(٢) إسناده صحيح. جَرير: هو ابن عبد الحميد الضبيّ، والأعمش: هو سليمان بن مهران.
وأخرجه مسلم (٢٤٨٤) عن قتيبة بن سعيد بهذا الإسناد.
وأخرجه مسلم أيضًا (٢٤٨٤) عن إسحاق بن إبراهيم - وهو ابن راهويه - وابن حبان (٧١٦٦) من طريق أبي خيثمة - وهو زهير بن حرب - كلاهما عن جرير، به.
وأخرجه بنحوه ابن ماجه (٣٩٢٠)، والنسائي (٧٥٨٦) من طريق المسيب بن رافع، عن خَرَشة بن الحرِّ، به.
وسيأتي عند المصنف بنحوه مختصرًا أيضًا برقم (٨٣٩٠) من طريق قيس بن عُبَاد، عن رجل رأى تلك الرؤيا، لم يسمّه المصنف في روايته وسمّاه غيره عبد الله بن سَلَام.
والجَوَادُّ: الطُّرُق، كما عَبَرها النبي ، وهي جمع جادّة.
وزَجَل بي، أي: رمى.
والعُروة: هي الحَلْقة، كما عَبَرها النبي ، أو هي أعمُّ من ذلك فتشمل كلّ شيء يُتمسَّك به ويُتَوثّق.

<<  <  ج: ص:  >  >>