للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وأربعين، ودُفن بالمدينة (١).

٥٨٧٣ - أخبرنا الحُسين بن علي التَّميمي، حدثنا أحمد بن محمد بن الحُسين، حدثنا عمرو بن زُرَارة، حدثنا زياد بن عبد الله، عن محمد بن إسحاق، عن صالح بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف، عن محمود بن لَبِيد، عن سَلَمة بن سَلَامة بن وَقْش، قال: كان لنا جارٌ من يهودَ في بني عبد الأشْهَل، قال: فخرج علينا يومًا من بيته حتى وَقَفَ على بني عبد الأشْهَل، قال سلمة وأنا يومئذٍ حَدَثٌ، عليَّ بُردةٌ لي، مُضطجِعٌ فيها بفِنَاء أهلي، فذَكَر القِيامةَ والبَعثَ والحِسابَ والمِيزانَ والجنةَ والنارَ. قال: فقال ذلك في أهل يَثرِبَ والقومُ أصحابُ أوثانٍ لا يَرون بَعثًا كائنًا بعد الموت، فقالوا له: ويحك، أتُرى هذا كائنًا يا فلانُ أنَّ الناس يُبعَثون بعد موتِهم إلى جنةٍ ونار، ويُجزَون فيها بأعمالِهم؟! قال: نعم، والذي يُحلَف به، قالوا: يا فلانُ، ويَحَك، وما آيةُ ذلك؟ قال: نبيٌّ مَبعُوث من نحو هذه البلادِ؛ وأشار بيدِه إلى مكةَ، قالوا: ومتى تُراه؟ قال: فنظر إليَّ وأنا أصغَرُهم سِنًّا، فقال: إن يَستنفِدْ هذا الغلامُ عُمرَه يُدرِكْه. قال سلمةُ: فواللهِ ما ذهبَ الليلُ والنهارُ حتى بَعَثَ اللهُ رسولَ الله وهو حيٌّ بين أظهُرنا، فآمَنّا به وكَفَر بَغْيًا وحَسَدًا، فقلنا له: وَيحَك يا فلانُ، ألستَ الذي قُلتَ لنا فيه ما قُلتَ؟! قال: بلى، ولكنه ليس به (٢).

صحيح على شرط مسلم، ولم يُخرجاه.


(١) وهو في طبقات "خليفة" ص ٧٧ لكن دون ذكر مكان دفن سَلَمة ودون ذكر كنيته. وشَبَاب هو لقب خليفة.
(٢) إسناده حسن من أجل محمد بن إسحاق - وهو ابن يسار صاحب السيرة - وقد وقع تصريحه بالسماع في "سيرة ابن هشام" ١/ ٢١٢ وهي من روايته عن زياد بن عبد الله البكائي الذي ساق المصنف الخبر من روايته هنا.
وأخرجه أحمد ٢٥/ (١٥٨٤١) عن يعقوب بن إبراهيم بن سعد، عن أبيه، عن محمد بن إسحاق، به. وصرح ابن إسحاق بسماعه أيضًا عنده.

<<  <  ج: ص:  >  >>