للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

صاحِبِهِ وَقَعَت بينهما شَجَرةٌ، فجعَل أحدُهما يَلُوذُ بها من صاحبِه، فإذا استَتَر منها بشيءٍ، وجَدَّ صاحِبُه ما يَلِيه منها حتى يَخلُصَ إليه، فما زالا يَتحَرّفانِه بأسيافِهما، فضربَ محمدُ بن مَسْلَمة سيفَه بالدَّرَقة، فوقع فيها سيفُه ولم يَقدِر مَرحَبٌ أَن يَنزِعَ سيفَه، فضربَه محمدٌ فقتَلَه (١).

هذا حديث صحيح على شرط مسلم، ولم يُخرجاه، على أنَّ الأخبارَ مُتواترةٌ بأسانيدَ كثيرةٍ أنَّ قاتلَ مَرحَبٍ أميرُ المؤمنين عليُّ بن أبي طالب ، فمنها:

٥٩٥٦ - ما حدَّثَناه أحمدُ بن كامل القاضي، حدثنا أحمد بن عُبيد الله النَّرْسي وعبد الملك بن محمد الرَّقَاشي، قالا: حدثنا رَوْح بن عُبادة القَيْسي، حدثنا عَوف بن أبي جَمِيلة، عن ميمون أبي عبد الله، عن عبد الله بن بُريدةَ [عن أبيه بُريدةَ] (٢) الأسلَمِيّ: أنَّ رسول الله لما نزل بحَضْرة أهل خيبر، قال رسول الله : "لأُعْطِينّ اللواءَ غدًا رجلًا يُحِبُّ الله ورسُولَه ويُحِبُّه اللهُ ورسولُه"، فلما كانَ من الغَدِ تَطاوَلَ له جماعةٌ مِن أصحابه، فدَعَا عليًّا وهو أرمَدُ، فتَفَلَ في عَينَيهِ وأعطَاهُ اللِّواءَ، ونَهَضَ معه الناسُ، فَلَقُوا أهلَ خيبر، فإذا مَرحَبٌ بين أيديهم يَرتَجِزُ، وإذا هو يقول:

قد عَلِمَتْ خَيبرُ أني مَرحَبُ … شاكُ (٣) السلاحِ بَطَلٌ مُجَرَّبُ


(١) إسناده حسن من أجل محمد بن إسحاق، لكن الأصحَّ أنَّ قاتل مرحب اليهودي يوم خيبر هو علي بن أبي طالب كما سيشير إليه المصنف بإثر هذا الخبر. وانظر التعليق عليه في "مسند أحمد" ٢٣/ (١٥١٣٤) حيث خرَّجه من طريق إبراهيم بن سعد الزهري، عن ابن إسحاق، به.
وانظر "فتح الباري" لابن حجر ١٢/ ٤٠٧.
والدَّرَقة: التُّرسُ الذي ليس فيه خَشَب ولا عَصَب، والعصب ما تُعمَل منه الأوتار.
وقوله: يتحرّفانه، هكذا جاء في نسخنا الخطية، والظاهر أنها بمعنى يقف كل واحدٍ منهما على حَرْفٍ - أي جهة - مما بقي من الشجرة بعد قطعهما أغصانَها، والله أعلم.
(٢) سقط ذكر بريدة من نسخنا الخطية، وهو ثابت في رواية الحديث لدى جميع من خرَّجه، ورواه غير واحدٍ منهم عن روح بن عبادة نفسه، فذكره.
(٣) في النسخة المحمودية كما في طبعة الميمان: شاكي، وكلٌّ جائز، يقال: رجل شاكي السلاحِ، =

<<  <  ج: ص:  >  >>