ولقصة أبي أيوب هذه شاهد من حديث أبي عمرة الأنصاري بإسناد حسن، وسيأتي بعد هذا. ومن حديث أبي أيوب نفسه بإسناد ضعيف، وهو الآتي بعد حديث أبي عمرة. وصحَّ نحوها من حديث أبي هريرة، وصاحبها هو أبو هريرة، علَّقها البخاري في "صحيحه" بصيغة الجزم (٢٣١١) و (٣٢٧٥) و (٥٠١٠)، ووصلها النسائي (٧٩٦٣) و (١٠٧٢٨) و (١٠٧٢٩). وقد رويت قصص مشابهة عن غير واحد من الصحابة أيضًا، كل واحد منهم هو صاحب القصة، لكن لا يخلو إسناد كل منها من ضعف، منها: عن أُبي بن كعب، وتقدَّمت عند المصنّف برقم (٢٠٨٨). وعن معاذ بن جبل، وتقدَّمت أيضًا برقم (٢٠٩٣). وعن أبي أُسيد الساعدي عند الطبراني في "الكبير" ١٩/ (٥٨٥). وعن زيد بن ثابت عند ابن أبي الدنيا في "الهواتف" (١٦٤)، وفي "مكايد الشيطان" (١٥). وقد حمل الحافظ ابن حجر في "فتح الباري" ٧/ ٢٠٤ هذه الأحاديث على تعدد الحادثة، وعليه فالصحيح منها حديث أبي هريرة، ودونه حديث أبي أيوب، والباقي ضعيف، وإذا حملناه على أنه قصة واحدة، فبمجموع هذه الطرق والشواهد يصح الحديث، وصاحب القصة يكون أبا هريرة أو أبا أيوب، والله تعالى أعلم. (٢) إسناده حسن، ابن لَهِيعة - واسمه عبد الله - وإن كان سيئ الحفظ، إلّا أنَّ رواية عبد الله بن =