للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

فقال: أَستعيذُ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم؛ أيْ بُنيَّة إنه ليس أحدٌ إِلَّا وله لَمَّتانِ: لَمَّة من الملَك، ولَمَّة من الشيطان، قال: فقَدِمَ عليه وفدُ ثقيف، ولم يَزَلْ ذلك السهمُ عنده، فأُخرِجَ إليهم فقال: هل يعرفُ هذا السَّهمَ منكم أحد؟ فقال سعيد بن عبيد أخو بني العَجْلان: هذا سهمٌ أنا بَرَيتُه ورِشْتُه وعَقَبْتُه، وأنا رميتُ به (١)، فقال أبو بكر: فإنَّ هذا السهمَ الذي قَتَلَ عبدَ الله بن أبي بكر، فالحمد لله الذي أكرمَه بيدِك ولم يُهِنْكَ بيده، فإنه واسعُ الحِمَى (٢).

٦١٣٥ - حَدَّثَنَا أبو العبّاس محمد بن يعقوب، حَدَّثَنَا أحمد بن عبد الجبار، حَدَّثَنَا أبو معاوية، عن هشام بن عُرْوة، عن أبيه، عن عائشةَ قالت: كُفِّن رسولُ الله في بُرْدَينِ حِبَرةٍ كانا لعبد الله بن أبي بكر، ولُفّ فيهما ثم نُزِعا عنه، فكان عبد الله بن أبي بكر قد أمسَك تلك الحُلَّة لنفسِه حتَّى يُكفَّنَ فيها إذا مات، ثم قال بعد أن أمسَكَها: ما كنتُ لأُمسِكَ لنفسي شيئًا مَنَعَ اللهُ رسولَه أن يُكفَّنَ فيه، فتصدَّق بها عبد الله (٣).


(١) وقع اضطراب في النسخ هنا في هذه العبارة، والمثبت من "السنن الكبرى" للبيهقي، حيث رواه عن المصنّف.
وقوله: بريتُه، بمعنى: نحتُّه، ومنه: بريتُ العود، وبريتُ القلم.
ورِشْتُه، بوزن بِعْتُه من راشَ السهم، أي: ألزَقَ عليه الريش.
وعَقَبْتُه: أي: شددتُه بالعَقَب، والعَقَب: العَصَب الذي تُعمل منه الأوتار.
(٢) إسناده تالف، الهيثم بن عدي ساقط متهم بالكذب.
وأخرجه البيهقي في "السنن" ٩/ ٩٨ عن أبي عبد الله الحاكم، بهذا الإسناد.
(٣) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل أحمد بن عبد الجبار: وهو العطاردي.
وأخرجه البيهقي في "دلائل النبوة" ٧/ ٢٤٧ - ٢٤٨ عن أبي عبد الله الحاكم، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (٦٤٨) من طريق مسلمة بن سعيد بن عبد الملك بن مروان، وأبو الفضل الزهري في "حديثه" (١٩) من طريق أنس بن عياض، كلاهما عن هشام بن عروة، به. ووقع في رواية ابن أبي عاصم: حلة حبرة.
وأخرج مسلم (٩٤١) (٤٥) من طرق عن أبي معاوية، به إلى عائشة قالت: كُفِّن رسول الله =

<<  <  ج: ص:  >  >>