للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

جاءت الفتنةُ الأُولى أَشكلَتْ عليَّ، فقلت: اللهمَّ أرِني من الحق أمرًا أتمسَّكُ به، فأُرِيتُ فيما يَرى النائمُ الدنيا والآخرة، وكان بينهما حائطٌ غيرُ طويل، وإذا أنا تحتَه، فقلت: لو تسلَّقتُ هذا الحائط حتَّى أنظرَ إلى قتلى أشجَعَ فيُخبِروني، قال: فانهبَطتُ بأرضٍ ذاتِ شجر، فإذا بنفرٍ جلوسٍ، فقلت: أنتم الشهداءُ؟ قالوا: نحن الملائكة، قلت: فأين الشهداءُ؟ قالوا: تقدَّم إلى الدَّرَجات، فارتفعتُ درجةً، الله أعلمُ بها من الحُسْن والسَّعَة، فإذا أنا بمحمدٍ ، وإذا إبراهيمُ شيخٌ، وإذا هو يقول لإبراهيم: استغفِرْ لأمَّتي، وإبراهيم يقول: إنك لا تدري ما أحدَثُوا بعدك، أَهراقوا دماءَهم، وقتلوا إمَامَهم، فهَلَّا فعلوا كما فعل سعدٌ خليلي! فقلت: والله لقد رأيتُ رُؤْيا لعلَّ الله ينفعُني بها، أذهبُ فأَنظرُ مكانَ سعدٍ فأكونُ معه. فأتيتُ سعدًا فقَصَصتُ عليه القصة، قال: فما أكثرَ بها فَرَحًا، وقال: لقد خابَ من لم يكن إبراهيمُ خليلَه، قلت: مع أيِّ الطائفتينِ أنت؟ قال: ما أنا مع واحدةٍ منهما، قال: قلت: فما تأمرُني؟ قال: ألك غنمٌ؟ قلت: لا، قال: فاشتَرِ شاءً (١) فكن فيها حتَّى تَنجَليَ (٢).


(١) في نسخنا الخطية: شيا، والجادة ما أثبتناه، وهو جمع: شاةٍ.
(٢) إسناده محتمل للتحسين من أجل حسين بن خارجة، فقد تفرَّد بالرواية عنه أبو حازم سلمان الأشجعي، وهو تابعيّ كبير ذكره الحافظ ابن حجر في القسم الثالث من "الإصابة" ٢/ ١٧٢، وهم الذين لهم إدراك للنبي ولو لم يروه، وذكره ابن حبان في "الثقات" ٤/ ١٥٥، وباقي رجال الإسناد ثقات.
وأخرجه ابن عساكر ٢٠/ ٣٧٢ من طريق أبي معمر عبد الله بن عمرو المقعَد، عن عبد الوارث بن سعيد بهذا الإسناد.
وسيأتي عند المصنّف برقم (٨٦٠٠) من طريق سعيد بن هبيرة عن عبد الوارث.
وأخرجه عمر بن شبة في "تاريخ المدينة" ٤/ ١٢٥٢، وابن أبي الدنيا في "المنامات" (١٧٢)، وابن عبد الباقي في "التمهيد" ١٩/ ٢٢٢ من طريقين عن محمد بن جحادة، به.
وأخرجه ابن شبة ٤/ ١٢٥١، وابن عساكر ٢٠/ ٣٧٢ - ٣٧٣ من طريق فايد بن ناجية، عن نعيم بن أبي هند، به.
تنبيهٌ: وقع في حاشية (ز) هنا ما يفيد أنَّ هذا الخبر آخر ما أملاه الحاكم من كتابه هذا على أصحابه =

<<  <  ج: ص:  >  >>