للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

إذا سمع أخبَار أبي هريرة عن النَّبِيّ خلافَ مذهبهم الذي هو ضلالٌ، لم يَجِدْ حِيلةً في دَفْع أخبارِه بحُجَّةٍ وبُرهانٍ، كان مَفزَعُه الوَقيعةَ في أبي هريرة.

أو قَدَريٌّ اعتَزلَ الإسلامَ وأهلَه، وكفَّر أهلَ الإسلام الذين يُثبِتون الأقدارَ الماضية التي قدَّرها الله تعالى وقَضَاها قبل كَسْب العبادِ لها، إذا نَظَرَ إلى أخبار أبي هريرة التي قد رواها عن النَّبِيّ في إثبات القَدَر، لم يَجِدْ حُجَّةً تؤيِّد (١) صحَّةَ مَقالتِه التي هي كفرٌ وشِركٌ، كانت حُجّتُه عند نفسه أنَّ أخبارَ أبي هريرة لا يجوز الاحتجاجُ بها.

أو جاهلٌ يتعاطى الفقهَ ويَطلُبه من غير مَظانِّه، إذا سمع أخبارَ أبي هريرة فيما يخالفُ مذهبَ من قد اجتَبى مذهبَه وأخباره تقليدًا بلا حُجّة ولا بُرهان، تكلَّم في أبي هريرة ودَفَعَ أخباره التي تخالف مذهبَه، ويحتجُّ بأخباره على مُخالفِيه إذا كانت أخبارُه موافقةً لمذهبه.

وقد أَنكَر بعضُ هذه الفِرَق على أبي هريرة أخبارًا لم يَفهَموا معناها أنا ذاكرٌ بعضَها بمشيئة الله ﷿.

ذَكَرَ الإمامُ أبو بكر في هذا الموضع حديثَ عائشة الذي تقدَّم ذِكْري له (٢)، وحديثَ أبي هريرة: "عُذِّبَت امرأةٌ في هرَّة" (٣)، و"مَن كان مصلِّيًا بعد الجُمعة" (٤)، وما يعارضُه من حديث ابن عُمر، والأمرَ بالوضوء ممَّا مَسَّت النارُ (٥)، وذِكرُها والكلامُ عليها يَطُول.


(١) في نسخنا الخطية: يريد، وما أثبتناه أوجهُ، ولعلَّ ما في نسخنا تحريف.
(٢) هو الحديث المتقدم برقم (٦٢٨٤).
(٣) أخرجه أحمد ١٣ / (٧٨٤٧) ومسلم (٢٢٤٣) وغيرهما.
(٤) أخرجه أحمد ١٢/ (٧٤٠٠) ومسلم (٨٨١) وغيرهما. وحديث ابن عمر عند أحمد ٨/ (٤٥٩١) ومسلم (٨٨٢) وغيرهما.
(٥) أخرجه أحمد ١٣/ (٧٦٠٥) ومسلم (٣٥٢) وغيرهما.

<<  <  ج: ص:  >  >>