للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

حتي استقاموا والرِّماحُ تَكبُّهمْ … في كلِّ مَجهَلةٍ وكلِّ خَبَارِ (١)

للحقِّ إِنَّ الله ناصرُ دينِهِ … ونبيِّهِ بالحقِّ والإنذارِ

والمُطعِمِينَ الضَّيف حين يُنُوبُهُمْ … من شَحْمِ كُومٍ كالهِضَابِ عِشَارِ

والمُقدِمِينَ إذا الكُمَاةُ تَواكَلَتْ … والضارِبينَ الناسَ في الأَعصارِ

يَسعَونَ للأَعْدا بكلِّ طِمِرَّةٍ … وأَقَبَّ مُعتدل التَّليلِ مُطَارِ

مُتقادِمٍ (٢) تَلِعٍ أَجَشَّ صَهِيلُهُ … كالسيفِ يَهدِمُ حَلْقَه بسِوَارِ

دَرِبُوا كما دَرِبَت ببَطْنِ خَفِيّةٍ … غُلْبُ الرِّقابِ من الأُسودِ ضَوَارِي

وكُهولِ صِدْقٍ كالأُسودِ مَصَالِتٍ … وبكلِّ أغبَرَ مُدرَكِ الأوتارِ

وبمُترصَاتٍ كالثِّقَافِ نَواهِلٍ … يُشفَى الغليلُ بها من الفُجَّارِ

ضَربَوا علينا يوم بدرٍ ضربةً … دانَتْ لوَقعَتِها جُموعُ نِزَارِ

لا يَشتكُون الموتَ إن نَزَلَت بهمْ … حَرْباءُ ذاتُ مَغاوِرٍ وأُوارِ

يَتطهَّرون كأنَّه نُسُكٌ لهمْ … بدماءِ مَن عَلِقوا من الكُفَّارِ

وإذا أَتيتَهمُ لتَطلُبَ نصرَهمْ … أصبحتَ بين مَغَافِرٍ وعِفَارِ

يَحْمونَ دينَ اللهِ إنَّ لِدينِهِ … حقًّا بكلِّ مغَوِّرٍ مِغوارِ

لو تَعلمُ الأقوامُ عِلْمي كلَّهُ … فيهمْ لصدَّقَني الذين أُمَارِي (٣)


(١) في (م) و (ب): خيار، بمثناة من تحت، وأُهملت في (ص). والخَبَار: الأرض الليِّنة الرخوة.
(٢) كذا في النسخ الخطية، والمتقادم: القديم. ولعلها محرفة عن: متقاذف، فإنَّ الفرس عند العرب يوصف بذلك، فيقولون: فرس متقاذف، أي: سريع العَدْو، وبذلك جاء وصفه في شعر جرير حيث قال:
متقاذفٍ تَلِعٍ كأَنَّ عَنانَهُ … عَلَقٌ بأجردَ من جذوع أوَالِ
والتَّلِع: طويل العُنق غليظٌ أصله.
(٣) إسناده إلى ابن إسحاق بطريقيه صحيح، وفي أثناء الخبر ما يفيد أنَّ ابن إسحاق أخذه عن عاصم بن عمر بن قتادة الأنصاري، ورواية عاصم للخبر مرسلة، فهو تابعي روى عن بعض الصحابة =

<<  <  ج: ص:  >  >>