للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

ابن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام، عن أبيه، عن عبد الله بن زَمْعة بن الأسود بن المطَّلب بن أسد قال: لما استُعِزَّ (١) برسولِ الله ، وأنا عنده في نَفَرٍ من المسلمين دعا بلالٌ إلى الصلاة، فقال: "مُرُوا مَن يُصلِّي بالناس"، فخرجتُ فإذا عمرُ في الناس، وكان أبو بكر غائبًا، فقلتُ: يا عمر، قُمْ فصلِّ بالناس، فقام فلمَّا كَبَّر سَمِعَ رسولُ الله ، صوتَه، وكان عمر رجلًا جَهيرًا، فقال رسول الله : "فأين أبو بكر؟ يَأبى اللهُ والمسلمون ذلك". فبعث إلى أبي بكر، فجاء بعد أن صلَّى عمرُ تلك الصلاةَ، فصلَّى بالناس. قال عبد الله بن زَمْعة: فقال عمرُ: وَيْحَكَ ماذا صنعتَ بي يا ابنَ زَمْعة؟ واللهِ ما ظننتُ حين أمرتَني إلَّا أنَّ رسولَ الله أمرَكَ بذلك، ولولا ذلك ما صليتُ بالناس، قلتُ: والله ما أمرَني رسولُ الله ، ولكن حين لم أرَ أبا بكرٍ، رأيتُك أحقَّ من حضرَ بالصلاة بالناس (٢).

هذا حديث صحيح على شرط مسلم، ولم يُخرجاه.


(١) تحرَّف في النسخ الخطية إلى: استقر، والتصويب من مصادر التخريج. ومعنى "استُعزَّ" بالبناء للمفعول: اشتدَّ به المرض وأشرف على الموت. قاله ابن الأثير في "النهاية" (عزز).
(٢) ضعيف بهذا السياق، وهذا إسناد رجاله لا بأس بهم، لكن الراجح أن ابن إسحاق - وهو محمد بن إسحاق بن يسار - لم يسمعه من الزهري كما هو مبيَّن في التعليق على "مسند أحمد" و"سنن أبي داود".
وأخرجه أحمد (٣١/ ١٨٩٠٦) من طريق إبراهيم بن سعد، وأبو داود (٤٦٦٠) من طريق محمد بن سلمة، كلاهما عن ابن إسحاق، بهذا الإسناد.
وأخرجه أبو داود (٤٦٦١) من طريق موسى بن يعقوب عن عبد الرحمن بن إسحاق، عن ابن شِهاب، عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة، أن عبد الله بن زمعة، أخبره بهذا الخبر. وموسى بن يعقوب ضعيف.
والذي في "صحيحي" البخاري (٦٨٧)، ومسلم (٤١٨) من حديث عائشة قالت: فأرسل رسول الله إلى أبي بكر أن يصلي بالناس، فأتاه الرسول فقال: إنّ رسول الله يأمرك أن تصلي بالناس، فقال أبو بكر - وكان رجلًا رقيقًا -: يا عمرُ، صلِّ بالناس، قال: فقال عمر: أنت أحق بذلك، قالت: فصلَّى بهم أبو بكر تلك الأيام.

<<  <  ج: ص:  >  >>