وقال السهميُّ في رواية الحكيم الترمذي ورواية الحاكم الأولى: ولا أحسبُ محمدًا إلا قد حدثنيه عن عمرو بن دينار، عن عبد الله بن عمر. يعني أنه يغلب على ظنه أنه سمعه أيضًا من محمد بن ذكوان مباشرة. وأخرجه أبو نعيم في "تاريخ أصبهان" ٢/ ١٣٣ - ١٣٤ من طريق عبد الوهاب بن المندلث الضبي، والجورقاني في "الأباطيل" (١٦٢) من طريق الحسن بن مكرم، كلاهما عن عبد الله السهمي، عن محمد بن ذكوان، عن عمرو بن دينار، به. لم يذكرا أنه شكّ فيه. وقال الجورقاني عقبه: غريب. وسيأتي الحديث مختصرًا عند المصنف برقم (٧١٧٢) من طريق عمارة بن مِهْران المعولي، عن عمرو بن دينار، عن سالم بن عبد الله، عن ابن عمر بزيادة سالم بين ابن دينار وابن عمر. وخالفهم حماد بن زيد، فرواه عن عمرو بن دينار عن محمد بن علي الباقر مرسلًا: "إنَّ الله اختار فاختار العرب، ثم اختار منهم كنانة، أو النضر بن كنانة، ثم اختار منهم قريشًا، ثم اختار منهم بني هاشم، ثم اختارني من بني هاشم"، رواه من طرق عن حماد: ابنُ سعد في "الطبقات" ١/ ٤، ويعقوب الفسوي في "المعرفة والتاريخ" ١/ ٤٩٧، والبيهقي في "السنن" ٧/ ١٣٤، وفي "الدلائل" ١/ ١٦٧، وهذا إسناد صحيح إلى الباقر. وقصة اختياره ﷺ صحَّت من حديث وائلة بن الأسقع عند مسلم (٢٢٧٦) مرفوعًا: "إن الله اصطفى كِنانةَ من ولد إسماعيل، واصطفى قريشًا من كنانة، واصطفى من قريش بني هاشم، واصطفاني من بني هاشم". وقد ورد في باب حبّ العرب أحاديث لا تصح، سيوردُ المصنفُ منها حديثَ سلمان وحديثَ أنس وحديثَ ابن عبّاس وحديثَ أبي هريرة، وأرقامها على التوالي (٧١٧١) و (٧١٧٤) و (٧١٧٥) و (٨١٤٦).