وأخرجه نعيم بن حماد في "الفتن" (٢٨٧) عن هشيم، عن العوام بن حوشب، عمَّن حدثه عن علي، قال: الأئمة من قريش، خيارهم على خيارهم، وشرارهم على شرارهم، ألا وليس بعد قريش إلَّا الجاهلية. وإسناده ضعيف لإبهام راويه عن علي. وأخرج أبو يعلى (٥٦٤)، والطبراني في "الدعاء" (٢١١٦) من طريق حفص بن خالد، قال: حدثني أبي، عن جدي، عن عليّ: أن رسول الله ﷺ خطب الناس ذات يوم فقال: "إنّ الأمراء من قريش - ثلاث مرار - ما أقاموا ثلاثًا: ما حكموا فعدلوا، وما عاهدوا فوفوا، وما استُرحموا فرحموا، فمن لم يفعل ذلك منهم، فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين". وفي إسناده غيرُ واحد مجهول، لكن صحَّ معناه عن غير ما صحابيٍّ كما سيأتي ذكرهم. وقوله: "الأئمة من قريش" قال الحافظ ابن حجر في "الفتح" ١١/ ٥٨: جمعتُ طرقه عن نحو أربعين صحابيًا. قلنا: منها حديث أبي هريرة عند البخاري (٣٤٩٥)، ومسلم (١٨١٨) بلفظ: "الناس تبع لقريش في هذا الشأن، مسلمهم تبع لمسلمهم، وكافرهم تبع لكافرهم". ومنها حديث ابن عمر عند البخاري (٣٥٠١)، ومسلم (١٨٢٠) بلفظ: "لا يزال هذا الأمر في قريش ما بقي منهم اثنان". وفي باب السمع والطاعة عن أنس بن مالك عند البخاري (٦٩٣) وغيره بلفظ: "اسمعوا وأطيعوا وإن استُعمل حبشي كأن رأسه زبيبة". وعن أبي ذر عند مسلم (٦٤٨) بلفظ: إنَّ خليلي أوصاني أن أسمع وأطيع، وإن كان عبدًا مجدَّع الأطراف. وقوله فيه: "اسمعوا وأطيعوا ما لم يُخيّر أحدكم بن إسلامه وضربه عنقه … إلخ" منكر، والطاعة مشروطة للحاكم المسلم وفيما لا معصية فيه، لقوله ﷺ في حديث أم الحصين عند أحمد ٤٥/ (٢٧٢٦٩)، ومسلم (١٨٣٨): "ولو استُعمل عليكم عبد يقودكم بكتاب الله، فاسمعوا له وأطيعوا". ولقوله ﷺ في حديث أنس عند أحمد ١٩/ (١٢٣٠٧)، والحاكم (٨٧٣٨)، وفي حديث أبي برزة عند أحمد ٢٣/ (١٩٧٧٧)، وفي حديث أبي موسى الأشعري عند أحمد أيضًا ٣٢/ (١٩٥٤١): "الأئمة من قريش، إنَّ لهم عليكم حقًّا، ولكم عليهم حقًّا مثل ذلك، ما إن استُرحموا فرحموا، وإن عاهدوا وفوا، وإن حكموا عدلوا، فمن لم يفعل ذلك منهم، فعليه لعنة الله والملائكة والناس =