كتاب المستدرك على الصحيحين - ط الرسالة

كتاب اللباس - ج: 8 - ص: 258

"ما له ثَوْبانِ غيرُ هذا (١)؛" قيل: إِنَّ في عَيْبتِه ثوبين جديدين، قال: "ايتُونِ بعَيْبتِه"، ففتحها، فإذا فيها ثوبانِ، فقال للرجل: "خُذْ هذينِ فَالْبَسْهما وأَلْقِ المُنخرِقَين" ففعل، ثم ساق بالإبل، فنظر رسولُ الله ﷺ في أثره كالمتعجِّب من بُخلِه على نفسه بالثوبين، فقال له: "ضربَ الله عُنقَكَ" فالْتَفتَ إليه الرجلُ، فقال: "في سبيلِ الله"، فقُتل يوم اليَمَامة (٢).

هذا حديث صحيح على شرط مسلم، فقد احتجَّ في غير موضع بهشام بن سعد، ولم يُخرجاه، إلَّا أنَّ الحديث عند مالك عن زيد بن أسلم عن جابر:

٧٥٥٧ - حدَّثَناه أبو العباس محمد بن يعقوب، حَدَّثَنَا بَحْر بن نَصر قال: عبد الله بن وهب قال: أخبرني مالك بن أنس، عن زيد بن أسلم، عن جابر بن عبد الله (٣).

٧٥٥٨ - أخبرنا أبو العباس قاسم بن القاسم السَّيَّاري بمَرْو، أخبرنا أبو المُوجِّه، أخبرنا عَبْدان، أخبرنا عبد الله، أخبرنا هشام بن سعد، عن قيس بن بِشْر التَّغْلِبي، قال:

---

(١) في مصادر التخريج: هذين، وهو أحسن.
(٢) حديث حسن، هشام بن سعد حديثه حسن في المتابعات والشواهد، ولا سيما في روايته عن زيد بن أسلم، فهو أوثق الناس فيه كما قال أبو داود، وقد توبع.
ورواه مالك فلم يذكر الواسطة بين زيد بن أسلم وجابر كما سيأتي في الحديث التالي.
وأخرجه البزار (٢٩٦٢ - كشف الأستار) عن عبد الله بن أبي ثمامة الأنصاري، عن سعيد بن سليمان، بهذا الإسناد.
وأخرجه أيضًا (٢٩٦٤ - كشف الأستار) من طريق عبد الأعلى بن عبد الأعلى السامي، عن ابن إسحاق، عن محمد بن إبراهيم التيمي، عن عطاء بن يسار، به. ولم يسق لفظه، وقال: بنحوه.
(٣) رجاله ثقات، لكن اختلف في سماع زيد بن أسلم من جابر، فقال يحيى بن معين كما في "تاريخ الدوري": لم يسمع زيد من جابر، وقال علي بن الحسين بن الجنيد كما في "مراسيل ابن أبي حاتم": مرسل، بينما أثبت له السماع كلٌّ من ابن حبان في "صحيحه" عقب الحديث (٥٤١٨) وابن عبد البر في "التمهيد" ٣/ ٢٥١، وهما قد صحَّحا سماعه للمعاصَرة على مذهب مسلم ومن تبعه.
وأخرجه مطولًا ابن حبان (٥٤١٨) من طريق مالك بن أنس، بهذا الإسناد.