للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

عمرو بن الحارث، عن حَبَّان بن واسع، عن أبيه، عن عبد الله بن زيد الأنصاري قال: رأيت رسولَ الله يتوضَّأُ، فأخذ ماءً لأُذنيه خلافَ الماءِ الذي مسح به رأسَه (١).

هذا حديث صحيح على شرط الشيخين إذا سَلِمَ من ابن أبي عُبيد الله هذا، فقد احتجَّا جميعًا بجميع رواته.


(١) محمد بن أحمد بن أبي عبيد الله لم نتبيَّن حاله، لكنه متابع في الذي يليه، ومن فوقه بعضهم ثقات وبعضهم لا بأس بهم.
وأخرجه البيهقي في "الخلافيات" (١٣٢) عن أبي عبد الله الحاكم - وآخر معه - بهذا الإسناد.
وأخرجه الحاكم نفسه في كتابه "معرفة علوم الحديث" ص ٩٧ - ٩٨ عن أبي علي الحسين بن علي الحافظ، بهذا الإسناد دون ذكر ابن مقلاص. ثم قال: هذه سُنَّة غريبة تفرَّد بها أهل مصر ولم يَشرَكهم فيها أحد؛ يريد أخذ ماءٍ جديد لمسح الأذنين.
قلنا: وقد تابع ابنَ مقلاص وحرملةَ فيه الهيثمُ بنُ خارجة عند البيهقي في "السنن" ١/ ٦٥ وصحَّح إسناده.
وقد وقع فيه خلاف على حرملة بن يحيى، فقد رواه عبد الله بن محمد بن سَلْم عند ابن حبان (١٠٨٥) عن حرملة بن يحيى عن ابن وهب، بهذا الإسناد، فذكر فيه: أنَّ رسول الله مسح رأسه بماءٍ غير فضل يده، ولم يذكر الأذنين.
وتابع ابنَ سَلْم عن حرملة على هذا اللفظ أيضًا ابنُ قتيبة - وهو محمد بن الحسن بن قتيبة - في رواية ابن المقرئ عنه كما ذكر الحافظ ابن حجر في "التلخيص الحبير" ١/ ٩٠ نقلًا عن ابن دقيق العيد في "الإمام".
ورواه جماعة عن ابن وهب بذكر المسح على الرأس دون ذكر الأذنين، منهم سريج بن النعمان عند أحمد ٢٦/ (١٦٤٦٧)، وهارون بن معروف وهارون بن سعيد الأيلي وأبو الطاهر أحمد بن عمرو بن السرح عند مسلم (٢٣٦)، وأحمد بن عمرو بن السرح أيضًا عند أبي داود (١٢٠)، وعلي بن خشرم عند الترمذي (٣٥). قال الحافظ ابن حجر في "بلوغ المرام" (٤٢): وهو المحفوظ، وقال البيهقي في "السنن": وهذا أصحُّ من الذي قبله؛ يعني الذي فيه ذكر الأُذنين. واعتبرهما الإمام ابن الملقِّن في كتابه "البدر المنير" ٢/ ٢١٤ حديثين متغايرين لا يقدح أحدُهما في صحة الآخر.
ثم ساق البيهقي بإسناد صحيح عن ابن عمر: أنه كان إذا توضأ يأخذ ماءً بإصبعيه لأذنيه.

<<  <  ج: ص:  >  >>